عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لبحث آخر التطورات في سوريا، حيث استعرض كل من المبعوث الأممي غير بيدرسون، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، وممثلو الدول الأعضاء، مواقفهم المختلفة إزاء الملف السوري.
سوريا تؤكد رفض التقسيم
أكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، رفض الحكومة السورية القاطع لأي محاولات لتقسيم البلاد أو تمرير أجندات خارجية. وشدد الضحاك على أن السوريين “أكبر من أي محاولة لزرع الفتنة والانقسام”، وأنهم “أكثر تمسكًا بانتمائهم الوطني”.
كما دعا الضحاك إلى تعزيز التضامن مع سوريا ودعم القطاعات الحيوية فيها لتجاوز التحديات، مؤكدا أن الحكومة تواصل جهودها لإعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع المعيشية. واختتم بالتأكيد على التزام سوريا بالشراكة والتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
دعوات أممية لعملية سياسية
من جانبه، رحّب المبعوث الأممي غير بيدرسون بتشكيل لجنة وطنية لوقف إطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى “انحسار للعنف في السويداء”، ودعا بيدرسون إلى الانخراط في عملية انتقال سلمي تضمن وحدة وسيادة سوريا، مع التأكيد على ضرورة حماية سيادة البلاد واحترامها من الانتهاكات الإسرائيلية.
كما طالب السلطات السورية باتخاذ تدابير حاسمة لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وشدد على أهمية الشفافية في أي عملية انتخابية مستقبلية.
وفي السياق الإنساني، أكد وكيل الأمين العام توم فليتشر على حاجة سوريا الملحة للمزيد من التمويل من أجل التنمية وإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن “الأزمة الإنسانية لم تنته بعد”. وأوضح فليتشر أن المنظمات الإنسانية لم تتلق سوى 14% من التعهدات الدولية، مما يهدد استمرارية الخدمات الأساسية.
مواقف دولية تؤيد سيادة سوريا
عبرت المندوبة الأمريكية، دورثي شيا، عن دعم بلادها الراسخ لسيادة سوريا واستقلالها، مرحبةً بتشكيل لجان للتحقيق ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف. ودعت شيا الحكومة السورية إلى حماية جميع المواطنين، مؤكدة على أنه “لا مكان للعنف الطائفي في البلاد”.
أما مندوبة فرنسا، فشددت على دعم الحوار بين دمشق وتل أبيب الذي استضافته باريس، ورحبت بتحسين سوريا لعلاقاتها مع دول الجوار.
ودعت فرنسا إسرائيل إلى الانسحاب إلى ما وراء خط فض الاشتباك وفق اتفاقية 1974، واعتبرت أن انخراط سوريا في الحوار فرصة يجب على إسرائيل استغلالها لوضع حد لنشاطها على الأراضي السورية.
