نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرًا موسعًا، تناولت فيه موقف إسرائيل من التطورات المتسارعة في سوريا، أشارت فيه إلى أنها قدمت مساعدات محدودة، لكنها في الوقت ذاته تتحفظ على التدخل المباشر في الأراضي السورية خشية تبعات ذلك على المستويين السياسي والأمني.
وبحسب الصحيفة، فإن الهجمات الجوية التي نفذها الطيران الإسرائيلي مؤخرًا في سوريا استهدفت أنظمة أسلحة استراتيجية متبقية من عهد النظام البائد، بينها مدفعية ومستودعات أسلحة ومنظومة دفاع جوي.
وتتخوف إسرائيل من أن “تنتهك صواريخ الأرض -جو وأنظمة الرادار حرية العمليات الجوية شبه الكاملة التي تتمتع بها القوات الجوية حاليًا في سماء سوريا، خصوصًا إن تم تجنيد جنود سابقين من النظام السابق أو تم تشغيله من قبل النظام الجديد”.
وذكر التقرير أن المواقع التي تم استهدافها “إما تم تحديدها حديثًا من قبل جهاز الاستخبارات، أو كانت ضمن قائمة أهداف ذات أولوية عالية سبق استهدافها في جولات قصف سابقة”. لافتًا إلى أن “قادة هيئة الأركان العامة يفضلون جمع عدد من الأهداف ومهاجمتها دفعة واحدة، حين تتوفر ظروف تبرر ذلك”، وهو ما حصل هذه المرة، حيث أرادت إسرائيل توجيه رسالة واضحة للنظام الجديد في دمشق مفادها أنها ستقف إلى جانب الطائفة الدرزية، بعد الأحداث التي شهدتها منطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، كما ورد في التقرير.
وأفادت الصحيفة أن الدروز “يتعرضون لهجوم مزدوج أحدهما قادم من منطقة درعا، والآخر يضم عناصر قدموا مع الشرع من شمال البلاد”. ورغم أن الشرع – بحسب تعبير يديعوت أحرونوت – نجح في إسقاط النظام السابق، إلا أنه لا يمتلك حتى الآن “جيشًا فعليًا أو جهاز أمن قادر على تنفيذ أوامره”.
وأكد التقرير أن إسرائيل ليست معنية بأن تنشط عسكريًا في سوريا بشكل دائم، حتى لا تُتهم من قبل المجتمع الدولي بأنها تعرقل فرص تعافي البلاد تحت الحكم الجديد، كما أشار إلى أن التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس حول حماية الدروز “تحمل أبعادًا سياسية داخلية أكثر مما تعكس توجهًا استراتيجيًا ثابتًا”.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر خارج المنظومة الأمنية تحذيرات من أن التدخل في المشهد السوري المعقد والمتداخل قد يجر الجيش الإسرائيلي إلى مواجهة غير محسوبة ويعرض جنوده للخطر دون داعٍ. وأفاد التقرير بأن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى تفاهمات أمنية مستقرة مع النظام الجديد في دمشق، تضمن في الوقت ذاته حماية الدروز، “لكن ذلك يبدو مستبعدًا حاليًا في ظل عجز الشرع عن بسط سلطته على بعض الفصائل التي دعمته للوصول إلى الحكم”.
في المقابل، فإن لإسرائيل سياسة واضحة أعلنها نتنياهو بأنها لن تسمح لعناصر “إسلامية مسلحة” بالتمركز في المنطقة الواقعة جنوب دمشق وغرب طريق درعا -دمشق، على بعد نحو 85 كيلومترًا من الجولان المحتل، وذلك حتى لا يتكرر ما حدث في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
واستهدف الطيران الإسرائيلي منطقة بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق يوم الجمعة الثاني من أيار/ مايو الحالي، بالإضافة لعدة مواقع عسكرية في مناطق متفرقة في حماة ودمشق.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدري بأن مروحيات إسرائيلية قامت بنقل 5 مصابين “دروز” لتلقي العلاج في صفد، معتبرًا أن “قوات الجيش الإسرائيلي تنتشر في جنوب سوريا، وهي في حالة جاهزية لمنع دخول قوات معادية إلى المنطقة والقرى الدرزية” على حد تعبيره.