كشف رجل الأعمال السوري وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة “تايجر” الإماراتية التي تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار، عن خطط لبناء “برج ترمب” في العاصمة السورية دمشق، واصفًا المشروع بأنه “رسالة للعالم بأن سوريا، التي عانت من الحرب طوال 15 عامًا، تستحق خطوة نحو السلام”.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن الزعبي قوله: “ندرس مواقع متعددة، والمقترح الحالي هو برج مكون من 45 طابقًا، قد يزيد أو ينقص حسب التصميم النهائي”، مشيرًا إلى أن تكلفة المشروع التجاري تتراوح بين 100 و200 مليون دولار.
وأضاف أن المشروع يحتاج إلى موافقة الحكومة السورية، بالإضافة إلى حقوق استخدام العلامة التجارية “ترمب”، حيث لم يتم الحصول عليها بعد، ومن المتوقع أن يستغرق البناء ثلاث سنوات بعد استكمال الإجراءات القانونية.
جذب انتباه ترمب
وتقول الصحيفة إن “فكرة البرج ولدت في كانون الثاني الماضي بعد أن طرحها عضو الكونجرس الأمريكي جو ويلسون خلال خطاب له، وتبناها الكاتب السوري رضوان زيادة، المقرب من الرئيس السوري أحمد الشرع، كجزء من حملة دبلوماسية لجذب انتباه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، المعروف بميوله نحو المشاريع العقارية الفاخرة”.
وخلال الأشهر الماضية، قدمت سوريا مبادرات متعددة، منها استضافة رجال أعمال أمريكيين وزيارات لمسؤولين إلى مناطق ذات رمزية، مثل سجون نظام الأسد والقرى المسيحية حول دمشق. كما التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال زيارته للأمم المتحدة في نيويورك بشخصيات مقربة من إدارة ترمب.
تأثير رفع العقوبات
وكانت سوريا خاضعة لعقوبات أمريكية منذ عام 1979، اشتدت بعد قمع الاحتجاجات السلمية عام 2011 في عهد رئيس النظام البائد بشار الأسد. وبعد الإطاحة به في كانون الأول 2024، أبقت واشنطن العقوبات حذرًا من الحكومة الجديدة، لكن بضغط من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعلن ترمب الأسبوع الماضي رفع جميع العقوبات عن سوريا، بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، واصفًا إياه بأنه “رجل جذاب وقوي”.
رمزية المشروع
يعتبر الزعبي أن البرج ليس مجرد مشروع عقاري، بل “رمز لانتقال سوريا من الدمار إلى النور والجمال”، مظهرًا في تصاميمه المُشاركة مع “الغارديان” تحول أفق دمشق من الدمار إلى ناطحة سحاب زجاجية حديثة.
الجدير بالذكر أن الزعبي هو أحد قادة مشروع “ترمب تاور إسطنبول”، وقد بنى 270 مشروعًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو يبني حاليًا برج “تايغر سكاي تاور” في دبي، وهو مشروع بقيمة مليار دولار يدعي أنه يضم “أعلى مسبح لا نهائي في العالم”. كما التقى الشرع في كانون الثاني.
ويأمل السوريون أن يشكل المشروع نقطة جذب للاستثمارات الدولية، خاصة في البنية التحتية والخدمات الأساسية التي تعاني منها البلاد بعد سنوات الحرب.