في ذكرى وفاته.. كيف تحول الطفل حمزة الخطيب لأيقونة ثورية؟

مع انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس 2011، برز اسم الطفل “حمزة الخطيب”، بعد مقتله على يد عناصر مخابرات النظام البائد، وتعتبر جريمة مقتله من أبرز الجرائم التي ارتكبتها مخابرات النظام البائد في قمعها للمظاهرات السلمية في درعا، ليتحول اسمه لاحقًا لأيقونة ثورية.

لم يكن حمزة مجرد ضحية، بل أصبح رمزًا للثورة السورية، حيث تقول صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها “إن مظاهرات درعا لاحقًا رفعت صوره، وردد المتظاهرون شعارات باسمه، مطالبين بالحرية والعدالة”.

ولد حمزة الخطيب في 24 أكتوبر/تشرين الأول 1997، ببلدة الجيزة بريف درعا جنوبي سوريا، لعائلة تتخذ من الزراعة كمصدر رزق لها، وكان من محبي السباحة. 

تفاصيل الاعتقال والموت تحت التعذيب

اعتقل حمزة أثناء مظاهرة مناهضة للنظام البائد في صيدا، على بعد 10 كيلومترات شرقي درعا، في 29 أبريل/نيسان 2011 يوم الجمعة التي حملت حينها اسم “جمعة فك الحصار عن درعا”، وتم تسليم جثته إلى عائلته يوم الثلاثاء 24 مايو/أيار، مشوهة بشكل “مروع”.

وذكر تقرير صادر عن قناة BBC البريطانية في مارس/آذار 2011 ، أن حمزة، شارك مع والده في إحدى التظاهرات التي خرجت بمجمع صيدا على أطراف مدينة درعا في 29 أبريل/نيسان 2011، “للتنديد بالممارسات التي انتهجها النظام البائد بحق المدنيين”، وقد فرقتها قوات النظام البائد بالرصاص موقعةً قتلى وجرحى.

وأفادت الرواية الرسمية للنظام وقتها، بحسب التقرير، أن “حمزة قتل في المجمع بعد إصابته بـ3 رصاصات وتوفي على إثرها على الفور”، إلا أن التقرير، اعتمد على “صور ومقاطع فيديو جرى تداولها” أثبتت أن حمزة أُلقي القبض عليه وعُذّب حتى الموت على يد قوات الأمن، وأن جثته عند تسليمها لعائلته بدت عليها آثار حروق سجائر وعلامات تعذيب وتشويه أخرى، بما في ذلك “الإخصاء”، بالإضافة إلى جروح ناجمة عن طلقات نارية، بعد حوالي شهر من ذلك، وتحديدًا في 24 أيار/مايو.

ونقل التقرير عن مصادر أن العائلة “اضطرت لتوقيع تعهد بدفن رفات حمزة فورًا والتكتم على الأمر لاستعادة الجثة”.

ردود فعل دولية على مقتل حمزة 

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، هيلاري كلينتون، إن مقتل حمزة يُظهر”الطبيعة الوحشية للنظام السوري” ودعت إلى محاسبة المسؤولين، كما طالب وزير الخارجية الاسترالي وقتها، كيفن رود، بالمزيد من الضغط على نظام الأسد لإيقاف القتل”.

في حين أدانت الأمم المتحدة الجريمة، واعتبرتها انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وفي تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، قالت المنظمة إن حمزة كان “واحدًا من بين كثيرين فُقدوا، وأُفيد لاحقًا أنه محتجز لدى المخابرات الجوية”. 

وذكر التقرير، الذي نُشر في 30 آب/أغسطس 2011، أن قصة حمزة “ليست سوى واحدة من قصص عديدة، حيث توفي 9 أطفال آخرين، وما لا يقل عن 88 شخصًا، أثناء احتجازهم في سوريا خلال 5 أشهر من القمع الدموي للاحتجاجات المطالبة بالإصلاح”. 

كما أشارت “هيومن رايتس ووتش” بأن مقتل حمزة الخطيب “يُعد من أبرز الجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن السورية”، ووصفتها بأنها “ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.

بعد أكثر من عقد.. هل اقتص حمزة من “قاتليه”

في نهاية شهر كانون الثاني/يناير من العام 2025، ألقت قوات الأمن العام في اللاذقية على “العميد عاطف نجيب”، رئيس فرع الأمن السياسي في درعا زمن النظام البائد، وابن خالة بشار الأسد، والمتهم بالتورط في تعذيب وقتل حمزة الخطيب، بحسب تقرير لقناة BBC.

وكان “نجيب” المسؤول المباشر عن قمع الاحتجاجات، وتم تحت إشرافه اعتقال عدد من الأطفال من محافظة درعا الذين شاركوا في كتابة عبارة “إجاك الدور يادكتور”، الذي أشعل اعتقالهم الاحتجاجات في درعا لتمتد إلى باقي المحافظات السورية.

مقالات ذات صلة

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist