أجرى وفد وزاري سوري، برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني، زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، للقاء مسؤولين قطريين لبحث “تعزيز الشراكة والاستثمار” بين البلدين.
وقال الشيباني، في تغريدة له عبر حسابه على x، إن الزيارة “إلى الحليف الكفو” تمت بتوجيه من الرئيس السوري أحمد الشرع، لفتح أفاق التعاون والاستثمار في كافة المجالات، وبناء 14 عامًا من الأخوة والدعم”.
بتوجيه من فخامة الرئيس أحمد الشرع نصل إلى قطر 🇶🇦 “الحليف الكفو” رفقة نخبة من السادة الوزراء، لنبني على 14 عامًا من الأخوة والدعم ونفتح آفاق التعاون والاستثمار في كل المجالات.
— أسعد حسن الشيباني (@AsaadHShaibani) June 2, 2025
وضم الوفد الوزاري السوري، إلى جانب الوزير الشيباني، وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار، ووزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، ووزير الطاقة محمد البشير، ووزير المالية محمد يسر برنية، إلى جانب عدد من المسؤولين السوريين.
والتقى وزيرا الاقتصاد والاتصالات السوريين، وزير التجارة والصناعة القطري، الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، وبحثا معه سبل تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع مجالات الاستثمار بين سوريا وقطر، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
كما أجرى وزير المالية السوري محادثات مع نظيره القطري علي بن أحمد الكواري، حيث ناقش الجانبان آليات تطوير التعاون المالي والاقتصادي، وتنسيق الجهود في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
تفاهمات واتفاقيات في مجالات مختلفة
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أنه تم الاتفاق على تعزيز مشاركة المؤسسات المالية القطرية في دعم القطاع المصرفي السوري، معربًا عن شكر سوريا للسعودية وقطر على تقديم منحة رواتب للعاملين في القطاع العام السوري، وذلك في مؤتمر صحفي أجراه في مطار دمشق الدولي بعد عودته إلى العاصمة السورية.
وأشار الشيباني إلى الاتفاق على قيام الجانب القطري بتجهيز 3 مشافٍ سورية، إلى جانب اتفاق آخر مع وزارة الصحة القطرية لبناء مستشفى حديث ودعم القطاع الصحي وتطوير صناعة الأدوية.
وفي قطاع الطاقة، أعلن وزير الخارجية عن التوصل إلى اتفاق لاستمرار توريد الغاز القطري عبر الأردن، بالإضافة إلى “تعزيز التعاون في مجالي النفط والغاز”، وإعادة تفعيل الشركة القطرية السورية القابضة لتكون منصة استثمارية مشتركة.
وفي قطاع الاتصالات، تم الاتفاق على دعم البنية التحتية من خلال شراكات تشمل خدمات التجوال والألياف الضوئية، كما تم بحث سبل دعم الابتكار وريادة الأعمال في سوريا عبر إنشاء “حاضنات أعمال وصناديق استثمارية جديدة”.
كما تناولت المباحثات جوانب التعاون في القطاع السياحي، بما في ذلك تبادل الخبرات في مجال التأشيرات الإلكترونية، وإمكانية إدارة بعض الفنادق الحكومية بالشراكة مع شركات قطرية، إلى جانب لقاء جمع الوفد السوري بعدد من رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار السياحي.
وتم الاتفاق على تزويد وزارة الصحة السورية بعدد من سيارات الإسعاف والأجهزة الطبية، أضافةً لتخصيص مبالغ مالية للحالات الطارئة، وتجهيز مشفى القلب الجامعي وتزويده بالتجهيزات اللازمة.
كما جرى بحث إرسال شحنات من الأجهزة وسيارات الإسعاف إلى سوريا برًا وجوًا بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، وإمكانية إنشاء مصانع أدوية جديدة لتلبية احتياجات السوق السورية، وبناء مستشفى حديث ومتكامل ضمن “خطة إستراتيجية لدعم النظام الصحي في سوريا”، بحسب الوزير الشيباني.
وأضاف الوزير إلى أن البنوك القطرية ستبدأ تقديم خدمات المراسلة لصالح البنوك السورية “بالريال القطري”، في خطوة تهدف إلى ربط دمشق بالنظام المالي العالمي، إضافة إلى تقديم دعم فني للإصلاحات الاقتصادية والمالية في سوريا.
وقالت الخارجية القطرية في بيان لها، إن اللقاء بين الوفدين السوري والقطري تناول “سبل توسيع آفاق التعاون الثنائي في عدد من القطاعات، من بينها الطاقة، والاقتصاد والتجارة، والمالية، والسياحة، والاتصالات، وتقنية المعلومات، والتعليم العالي، والتنمية”.
وبحسب الخارجية القطرية، اتفق الجانبان على دعم سوريا بالكهرباء، إلى جانب تسديد الدين السوري المستحق لدى البنك الدولي، بمساهمة مشتركة من دولة قطر والمملكة العربية السعودية، والتأكيد على تمسك قطر بدعم سوريا وضمان “سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، ورفض أي محاولات للمساس بها”، بالإضافة تنظيم ملتقى استثماري سوري – قطري قريبًا بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حسبما أعلن وزير الخارجية السوري.
وتُعد الزيارة الحالية جزءًا من تحركات دبلوماسية نشطة تقوم بها الحكومة السورية، في إطار إعادة بناء علاقاتها الدولية بعد سقوط النظام البائد، وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار في مختلف القطاعات.