في ذكرى رحيله السادسة.. سقط الأسد وانتصر الساروت على “الجلاد” 

“يوم اللي ودع.. شقد اتمنينا وغنينا نرجع حمص ونمشي بيها .. شقد حلمنا نزف الثورة نرجع للشام نهنيها ونطوي المدفع”.

بعد خمس سنوات على هذه الأغنية، التي كتبها الشاعر فراس الرحيّم وغناها الفنان عبد الحكيم قطيفان، تمر اليوم الذكرى السادسة على رحيل حارس الثورة وأيقونتها عبد الباسط الساروت، والذكرى الأولى له وقد انتصرت الثورة، “ورجعنا إلى حمص مسقط رأسه وزفينا النصر إلى كل شارع في دمشق وسوريا كما كان يرغب ويتمنى”.

فارس الأغنية والبندقية

إذن اليوم يُحيى السوريون ذكرى رحيل الساروت الأولى بعد سقوط نظام الأسد؛ الساروت الذي صدح منذ أيام الثورة الأولى بصوته وأناشيده ضد نظام الأسد بالمظاهرات السلمية بحمص، ثم حمل البندقية في وجهه مدافعًا عن أهله وأرضه، قبل أن يتم تهجيرهم إلى الشمال السوري، ليكمل المسيرة هناك مقاتلًا بالأغنية والبندقية على حد سواء حتى رحيله.

في مثل هذا اليوم عام 2019، رحل بلبل الثورة وفارس الكلمة والبندقية، متأثرًا بجراح أصيب بها خلال مشاركته بالمعارك الدائرة ضد قوات النظام البائد بريف حماة، حين كان قائد فصيل “لواء حمص العدية” التابع لـ “جيش العزة” أبرز الفصائل في تلك المناطق المحررة.

عيد ونصر 

وفي صدفة ذات معنى كبير، تمر ذكرى رحيل الساروت المولود بحمص 1992، هذا العام في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وفي أول عام لانتصار الثورة السورية، وقد امتلأت حسابات السوريين وصفحاتهم بصوره وأغانيه الثورية التي لا تنسى.

ضحى الساروت بحلمه في كرة القدم حيث كان حارس نادي الكرامة للشباب، وخاض حربه ضد نظام الأسد وداعميه بالكلمة والأنشودة، وما حمل البندقية إلا اضطرارا لرد ظلم الأسد والدفاع عن النفس كما فعل عشرات آلاف السوريين، الذين تسلّحوا بالكلمات والمظاهرات السلمية، غير أن النظام لم يحتملها وواجههم بالحديد والنار.

“ساروتنا لا ما مات”

ترك الساروت إرثًا كبيرًا من الأغاني الثورية والحماسية، التي يرددها السوريون اليوم في مختلف مناسباتهم سواء أفراح أو جلسات عزاء وغير ذلك، وأبرز تلك الأغاني ( جنة جنة جنة جنة والله يا وطنا، سوريا ضلي واقفة، شهيدنا لا ما مات، يايما ثوب جديد زفيني جيتك شهيد).

في مطلع عام 2016 هجّر قسرًا من ريف حمص الشمالي إلى إدلب ومن ثم إلى تركيا، والتي مكثف فيها بعض الوقت وعاد مجددًا إلى الشمال السوري ليقود الحراك الشعبي من جهة، وليكون أحد المدافعين عن أرضه من جهة، حتى قتل خلال المعارك بريف حماة الشمالي، لتودع سوريا برحيله ثائرًا مقاتلًا وقياديًا ومنشدًا متميز بأناشيده التي ما زال صداها يتردد في أحياء حمص المدمرة وفي قلوب محبيه من نخبة الأحرار.

وما إن تفتح مواقع التواصل الاجتماعي إلا وذكراه تملأ أرجاء تلك المواقع بفخر وحب منقطع النظير، من خلال عبارات خطها الثائرون السوريون من فنانين ومثقفين وقياديين ومقاتلين بأبهى الكلمات وأجملها، لتجديد محبتهم لحارس الثورة وشهيدها الذي يشكل بالنسبة لهم أملا متجددًا في اجتياز كل الصعاب حتى تحقق الانتصار.

وكما غنى الساروت “شهيدنا لا مامات”، يرد السوريون اليوم بالكلمات نفسها “ساروتنا لا ما مات”.

“ادعي لي أن أنال الشهادة”

وفي ذكراه السادسة، دعا نشطاء حمص إلى إقامة فعالية خاصة، غدًا الإثنين بعنوان ” الوفاء والصمود”، تخليدًا لذكرى الشهيد الساروت وشهداء الثورة، ونقل بطولاتهم للجيل الصاعد.

وفي الختام، تقول والدة الساروت المرأة الصابرة، التي سميت بخنساء حمص، حيث فقدت حوالي 13 من أفراد عائلتها بينهم 5 أبناء، إن آخر اتصال كان لها مع ولدها الساروت كان قبل يوم واحد من استشهاده، حيث طلب منها عبر الهاتف ” ادعي لي أن أنال الشهادة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist