شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية واسعة النطاق على إيران، فجر اليوم الجمعة، استهدفت منشآت نووية وعسكرية وشخصيات قيادية بارزة، في عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “الأسد الصاعد”.
وأعلنت إسرائيل أن هجوم اليوم يهدف إلى “منع إيران من امتلاك سلاح نووي”، مشيرة إلى معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران جمعت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج ما يصل إلى 15 سلاحًا نوويًا في غضون أيام.
المواقع المستهدفة
وفقًا لتقارير إسرائيلية وإيرانية، شملت الغارات مواقع استراتيجية حساسة في عدة مدن إيرانية، مع تركيز واضح على المنشآت النووية والبنية التحتية العسكرية ومن أبرز المواقع التي تم استهدافها:
منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان: أكدت وسائل إعلام إيرانية وقوع انفجارات بالقرب من هذه المنشأة، التي تضم مصنعي تخصيب اليورانيوم الرئيسيين (مصنع تخصيب الوقود ومصنع التخصيب التجريبي)، ومع ذلك، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مستويات الإشعاع في نطنز لم تتغير، مما يشير إلى أن الأضرار ربما اقتصرت على أهداف محددة دون إلحاق ضرر كبير بالمنشأة نفسها.
قواعد عسكرية في طهران ومحيطها: تضمنت الغارات استهداف قواعد تابعة للحرس الثوري في مناطق مثل قيطرية، نيافاران، غرب طهران، جيتغار، شرق طهران، مهرآباد، كامرانية، نارماك، سعادت آباد، أندرزغو، ومجمع أوركيده في ستارخان. كما استهدفت بلدة الشهيد شمران ومحلاتي.
منشآت تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة: أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مواقع إنتاج صواريخ باليستية ومخازن أسلحة، بهدف تقويض قدرات إيران الصاروخية التي استُخدمت في هجمات سابقة ضد إسرائيل.
مواقع دفاع جوي: تم استهداف أنظمة دفاع جوي في محافظات طهران، خوزستان، وإيلام، بهدف شل قدرة إيران على التصدي للغارات الجوية المستقبلية.
وأفادت تقارير إسرائيلية أن أكثر من 200 طائرة مقاتلة، بما في ذلك طائرات إف-35 الشبحية، شاركت في العملية، التي نفذت على ثلاث موجات واستمرت حتى فجر اليوم.
الشخصيات التي أعلنت إيران مقتلها
أكدت وسائل إعلام إيرانية رسمية وشبه رسمية مقتل عدد من القيادات العسكرية البارزة والعلماء النوويين في الغارات، فيما يلي أبرز الأسماء:
محمد باقري: رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية
اللواء حسين سلامي: قائد الحرس الثوري الإيراني، وهو من أعلى القادة العسكريين في البلاد بعد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
اللواء غلام علي رشيد: قائد عسكري بارز في الحرس الثوري.
إضافة لعدد من العلماء النوويين من أبرزهم الدكتور فريدون عباسي وهو عالم نووي بارز شارك في برنامج إيران النووي، والدكتور محمد مهدي طهرانجي رئيس جامعة آزاد الإسلامية وله دور في الأبحاث النووية، والدكتور عبد الحميد مينوتشهر.
الرد الإيراني
ردت إيران على الغارات الإسرائيلية بإطلاق ما لا يقل عن 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إفي ديفرين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعمل على اعتراض هذه الطائرات، مع تفعيل صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل تحسبًا لرد إيراني محتمل يشمل صواريخ باليستية.
من جهته أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن إسرائيل “ستتلقى عقابًا قاسيًا”، واصفًا الهجوم بأنه “جريمة شريرة ودموية”، كما أشار إلى أن الرد الإيراني سيكون “حاسمًا” لكنه لم يحدد طبيعته.
وأغلقت إيران مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، وأوقفت جميع الرحلات الجوية، فيما أغلقت كل من العراق والأردن وإسرائيل مجالاتها الجوية تحسبًا لتصعيد محتمل.
تُعد الغارات الإسرائيلية تصعيدًا غير مسبوق، حيث استهدفت لأول مرة منشآت نووية وقيادات عسكرية بارزة داخل إيران بشكل علني.
ورغم أن إيران قللت من حجم الأضرار، إلا أن استهداف قادة مثل حسين سلامي وعلماء نوويين يمثل ضربة كبيرة للنظام الإيراني، ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن إيران قد تتجنب الرد العسكري المباشر الكبير خوفًا من استهداف إسرائيل لمزيد من منشآتها النووية أو النفطية، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية داخلية.
في المقابل، يرى البعض أن الرد الإيراني قد يتخذ شكل هجمات غير مباشرة عبر وكلاء مثل حزب الله أو الحوثيين، مع احتمال تصعيد محدود لتجنب حرب شاملة. ومع إغلاق المجالات الجوية في المنطقة وتأثير الهجمات على أسواق النفط العالمية، التي شهدت ارتفاعًا بنسبة 7.3% في أسعار برنت، فإن المنطقة تقف على حافة توتر غير مسبوق.