بعد سنوات من الحصار والقصف والتهجير، بدأ أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق بالعودة إلى مدنهم وقراهم عقب سقوط نظام بشار الأسد، ورغم غياب الخدمات الأساسية والظروف المعيشية القاسية، يحمل العائدون أملًا بإعادة إعمار مناطقهم وبناء مستقبل أفضل، متحدين الدمار الذي خلّفه النظام البائد.
شهادات من قلب الغوطة
تكشف شهادات أهالي الغوطة عن حجم المعاناة التي عاشوها خلال سنوات الحرب، إلى جانب إصرارهم على استعادة حياتهم.
مراسلة “سوريا الجديدة” تجولت في الغوطة الشرقية واستطلعت آراء الأهالي حول الأوضاع هناك.
يقول أحد أبناء الغوطة، ممن عانوا خلال الحصار: “لم أغادر الغوطة أبدًا، بقيت هنا رغم كل شيء، هُجّرنا داخل الغوطة، ثم إلى مراكز إيواء، وعدنا أخيرًا، لكن النظام دمر كل شيء، حتى الحديد في البيوت سُرق. الفرقة الرابعة لم تترك شيئًا لنا، رأينا مشاهد مروعة، عائلات بأكملها قضت بالكيماوي وتحت القصف، لكننا سنعيد بناء بلدنا بأيدينا، وسينتقم الله من بشار الأسد ومن سانده”.
مهجّر عائد من تركيا قال لمراسلة “سوريا الجديدة”: “قضينا 12 عامًا في تركيا، والحياة هناك كانت صعبة، قبل التحرير بستة أشهر، انتقلنا إلى إدلب، وعندما تحررت الغوطة، عدنا فورًا. الحمد لله، نجونا بأقل الخسائر، البلدة بدأت تستعيد روحها، والناس تتعاون. هناك تفاؤل بتحسن الوضع، والعائدون يعملون لإعادة بناء حياتهم.”
شاب من سكان الغوطة يتحدث عن التحديات والأمل بالمستقبل: “البلدة مدمرة، لكن إصلاحها يتطلب تعاون الجميع، الآن، نرى محلات تُفتح وبيوتًا تُبنى من جديد، العائدون يبدأون من الصفر، لكنهم مصممون على تطوير المنطقة شيئًا فشيئًا”.
تحديات العودة
تواجه الغوطة الشرقية نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والمباني السكنية، كما أن سرقة ممتلكات السكان وتخريب ممتلكاتهم من قبل قوات النظام البائد، زادت من معاناة العائدين. ورغم ذلك، يعتمد الأهالي على تعاونهم وإرادتهم القوية لتجاوز هذه الصعوبات.
أمل في المستقبل
على الرغم من التحديات، يسود التفاؤل بين العائدين، فتح المحلات التجارية وإعادة إعمار المنازل خطوات أولية تعكس عزيمة الأهالي على استعادة حياتهم، يرى العائدون أن التحرير من نظام الأسد فتح الباب أمام مستقبل جديد، ويعبرون عن أملهم في عودة المزيد من المهجرين وتحسن الأوضاع المعيشية مع مرور الوقت.