أسفرت الضربة المفاجئة التي وجهتها إسرائيل لإيران، فجر الجمعة، إلى مقتل وجرح مئات الإيرانيين بينهم عشرات القادة وشخصيات من الصف الأول وعلماء نوويين، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة بالبنية التحتية وخاصة بمنشأة نظنز النووية.
وذكرت مصادر إيرانية رسمية أن الخسائر البشرية للضربة الإسرائيلية تجاوزت حتى الأن (قرابة يومين على الضربة) 78 قتيلًا 329 جريحًا بين مدنيين وعسكريين.
مقتل 4 قادة من الصف الأول
ومن أبرز القادة العسكريين الذين قضوا بالضربة هم: قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي و رئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري ونائب رئيس هيئة الأركان العامة غلام علي رشيد وقائد قوة الجو فضاء بالحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
فيما لا تزال الأنباء متضاربة حول مصير مستشار المرشد الأعلى علي شمخاني الذي أصيب إصابة بالغة.
مقتل 9 علماء نوويين
ووصل عدد القتلى من العلماء النوويين- كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية إلى 9، ستة منهم في اليوم الأول، وهم؛ فريدون عباسي خبير الهندسة الذرية ومحمد مهدي طهرانجي خبير الفيزياء وأكبر مطلب زاده خبير الهندسة الكيميائية، وسعيد برجي خبير هندسة المواد وأمير حسن فكهي خبير الفيزياء وعبد الحميد منوشهر خبير فيزياء المفاعلات النووية.
أما الثلاثة الآخرين فهم؛ منصور عسكري خبير الفيزياء وأحمد رضا ذو الفقاري دارياني خبير الهندسة الذرية وعلي باكوايي كتريمي عالم ميكانيك، وقد تم الإعلان عن مقتلهم اليوم السبت.
خسائر مادية
وعلى صعيد البنية التحتية، فقد طالت الهجمات الإسرائيلية عدة قواعد عسكرية في طهران والمحافظات ومنشأتين نوويتين (نطنز في أصفهان وخنداب في أراك)، فضلًا عن مبان في أحياء سكنية في طهران.
وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن “خسائر موقع نطنز سطحية واقتصرت على المنشآت فوق الأرض وليس تحتها”، مشيرًا إلى أن “نطنز تعرضت لهجمات صاروخية متعددة بهدف اختراقها والوصول إلى المنشآت فيها
غير أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي المدير قال أمس الجمعة، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الضربات الإسرائيلية على إيران: “إن محطة التخصيب التجريبية فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دُمرت”.
وردًا على الضربات، أطلقت إيران عشرات الصواريخ على إسرائيل، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة نحو 90 شخصًا جميعهم مدنيين كما ذكرت وسائل إعلام فرنسية
كما أعلنت إيران عن إسقاط مقاتلة إسرائيلة طراز F35 غير أن إسرائيل لم تعترف بذلك حتى الآن.
أما على مستوى الأضرار المادية، فقد شهدت تل أبيب دمارًا “غير مسبوق”، حيث انهارت 9 مبان بالكامل في رمات غان، وتضررت مئات المباني الأخرى، بينها مبنى مكون من 32 طابقًا.
كما دمرت الصواريخ الإيرانية عشرات المركبات والبنى التحتية المدنية، ما أدى إلى نزوح 100 شخص على الأقل من منازلهم.
2000 صاروخ
وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإيراني عن نيته إطلاق 2000 صاروخ في الموجة القادمة، وهو ما يمثل تصعيدًا كبيرًا مقارنة بالهجمات السابقة.
وتواصل إسرائيل تفعيل أنظمة الدفاع الجوي مثل “القبة الحديدية” بدعم أمريكي، حيث ساعدت الولايات المتحدة في اعتراض جزء من الصواريخ الإيرانية، وفق موقع أكسيوس
ومن المتوقع أن يستمر هذا التوتر لأيام وفقا لتقديرات أمريكية، وهو يهدد بتحويل المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة مع تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة في حال تدخلها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن عقب تنفيذ الضربات، فجر الجمعة، التي حملت اسم “الأسد الصاعد” أن إسرائيل مضطرة لفعل ذلك، إذا شارفت إيران على امتلاك قنبلة نووية، مشيرًا إلى أن العملية ستستمر حتى وقف خطر التهديد النووي الإيراني.