حمص – سوريا الجديدة
لا تزال أحياء حمص القديمة، التي كانت ذات يوم قلب المدينة الناببض، تعاني من وطأة الدمار الهائل الذي خلفته سنوات الحرب. تقف أكوام الركام والمباني المهدمة كشواهد صامتة على المأساة، وتشكل في الوقت ذاته عائقًا حقيقيًا يحول دون عودة آلاف الأهالي إلى ديارهم ويعيق أي محاولة جادة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وفي تصريح خاص لوكالة سوريا الجديدة، أوضح المهندس بيبرس مشعل، مدير مديرية الدفاع المدني السوري في حمص، أن “المباني المدمرة وأكوام الركام التي خلفها نظام الأسد البائد بقيت ترهق كاهل السوريين وتمنعهم من العودة لبيوتهم في غالب الجغرافية السورية”.
وأضاف مشعل أن جهود فرق الدفاع المدني، رغم استمرارها، ما زالت في إطار الاستجابة الطارئة التي تسعى لإزالة ما يمكن من هذا الركام لفتح الطرق وشرايين الحياة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “الأمر أكبر من قدرتنا ويحتاج إلى إمكانيات ضخمة” لإنجاز المهمة بشكل كامل.
جهود مستمرة في مواجهة دمار هائل
تُعد حمص من أكثر المدن السورية تضررًا من قصف النظام البائد، ومنذ الأيام الأولى للتحرير، عملت فرق الدفاع المدني على فتح الطرق الرئيسية والفرعية وإزالة الأنقاض لتأمين المناطق.
وأشار مشعل إلى إطلاق حملات متعددة في السابق شملت مناطق حيوية مثل جورة الشياح والخالدية والأرياف المدمرة، كما شاركت الفرق في حملة “حمص بلدنا” في محاولة لتضافر الجهود المجتمعية.
وأكد مشعل أن العمل لم يتوقف، حيث “تعمل فرق الدفاع المدني اليوم بالتعاون مع الخدمات الفنية على استكمال أعمال فتح الطرق وترحيل الأنقاض لتسهيل عودة سكان حمص، وتمكينهم من البدء في عمليات ترميم منازلهم”، وقد شملت الأعمال الأخيرة مناطق رئيسية أخرى مثل كرم شمشم، والبياضة، وجب الجندلي، وديربعلبة.
يبقى حلم عودة الأهالي وإعادة إعمار حمص بالكامل في مواجهة واقع قاسٍ يتمثل في حجم الدمار الهائل وشح الموارد. ورغم كل التحديات، تواصل فرق الدفاع المدني عملها الدؤوب، مقدمةً بصيص أمل تشتد الحاجة إليه في ظل هذه الظروف الصعبة.