واجهت فرق الإطفاء، أمس الأربعاء، ليلة عصيبة في معركة السيطرة على حرائق الساحل السوري، خاصة على محور قسطل معاف ومناطق بجبل التركمان.
ولليوم الثامن، تواصل وزارة الطوارئ والكوارث السورية بالتعاون وزارة الدفاع وفرق إطفاء أردنية وتركية ولبنانية الجهود لاحتواء حرائق الغابات المستعرة في ريف اللاذقية، وسط تحديات كبيرة أبرزها الرياح العنيفة، ووعورة التضاريس، ووجود مخلفات حرب وألغام تعيق الحركة الميدانية.
ليلة عصيبة في “الشيخ حسن”
وقال مراسل وكالة سوريا الجديدة في اللاذقية، اليوم الخميس، إن منطقة الشيخ حسن التابعة لناحية قسطل معاف شهدت ليلة عصيبة، بعد امتداد النيران إلى وادٍ شديد الانحدار، رغم إجراءات الوقاية التي اتخذتها الفرق ومنها تجهيز خطوط القطع الناري.
وأضاف أن تغيّر اتجاه الرياح أدى بشكل مفاجئ إلى انتقال ألسنة اللهب من بؤر مشتعلة إلى مناطق أكثر اتساعًا، ما فاقم من خطورة الموقف.
وفي سياق متصل، خاضت فرق الإطفاء في جبل التركمان، وتحديدًا قرب تلة النسر، مواجهات حذرة مع النيران، وسط تضاريس صعبة ورياح متقلبة، حيث واصلت العمل طوال ساعات الليل لإنشاء خطوط عازلة جديدة ومنع توسع رقعة الحرائق.
نظام “كوبرنيكوس”
والثلاثاء أعلنت المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حجة لحبيب، عن تفعيل الاتحاد الأوروبي لنظام “كوبرنيكوس” للمساعدة في الاستجابة للحرائق المندلعة في ريف اللاذقية بسوريا.
ويُعد “كوبرنيكوس” برنامج مراقبة تابعًا للاتحاد الأوروبي، يعتمد على بيانات الأقمار الصناعية لتقديم معلومات دقيقة حول الكوارث والتغير المناخي والزراعة وسواها.
من جهته، أكد القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا، ميخائيل أونماخت، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم في مواجهة الحرائق.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، قد أعلن في وقت سابق أن سوريا طلبت رسميًا من الاتحاد الأوروبي دعمًا في إخماد حرائق ريف اللاذقية، التي اندلعت منذ الثالث من تموز/يوليو الجاري.
وأوضح أن طائرات من تركيا والأردن ولبنان وسوريا شاركت في عمليات الإطفاء، والتي بلغت ذروتها الثلاثاء بمشاركة 16 طائرة، مع إمكانية زيادة عدد الطائرات إلى 20.
وتُعد هذه الحرائق من أكبر الكوارث البيئية التي تشهدها البلاد منذ سنوات، إذ التهمت حتى الآن حوالي 15 ألف هكتار من المساحات الحراجية، وأجبرت مئات العائلات على النزوح من منازلهم، وفق وزارة الطوارئ والكوارث.