محمد شيخ عثمان - حماة
بينما تلامس درجات الحرارة في مدينة حماة عتبة الـ 40 درجة مئوية، يعيش السكان أزمة كهرباء غير مسبوقة، إذ لا تتجاوز ساعات التغذية اليومية ساعتين أو ثلاث ساعات فقط، وغالبًا ما تكون الكهرباء بجهد ضعيف لا يكفي لتشغيل أبسط الأجهزة الكهربائية، في وقت يحتاج فيه الأهالي أكثر من أي وقت مضى إلى تبريد منازلهم وحفظ طعامهم.
في هذا الصيف اللاهب، تحوّل انقطاع الكهرباء من مجرد إزعاج إلى خطر فعلي على الصحة، يتجلى ذلك خصوصًا مع تعطل البرادات وعدم قدرة السكان على تخزين اللحوم أو الألبان، ما يضطر كثيرين إلى شراء كميات صغيرة من الأطعمة بشكل يومي، في ظل صعوبات اقتصادية بالغة.
“البراد صار قطعة ديكور”
يعكس المواطن أبو أحمد، وهو موظف من حي الحاضر، هذه المعاناة قائلًا: “البراد عندي ما عاد يشتغل من كتر ما الكهرباء ضعيفة، واللبن عم يعطب بعد يوم.. كل يومين لازم نشتري من أول وجديد، وهذا فوق طاقتنا”.
وأشار أبو أحمد إلى أن حرارة الجو أجبرت العائلات على استهلاك المزيد من المياه والمبردات، لكن “ما في لا مروحة تشتغل ولا براد يبرد”.
أزمة خانقة في ذروة الحاجة
تتزامن هذه الأزمة الخانقة مع ذروة احتياج الأهالي للكهرباء، في فصل الصيف الذي يجلب معه موجات حر شديدة وأجواء خانقة داخل المنازل، لا سيما في الشقق الطابقية التي تفتقر لأي بديل تبريد سوى الكهرباء.
يصف المواطن أبو عبدو، من حي جنوب الملعب، الوضع بقوله: “كأننا نعيش داخل فرن.. لا مروحة ولا براد، وكل شي عم يخرب علينا، تعبنا من كتر الركض وراء البطاريات، وكلها حلول مؤقتة لا تنفع”.
تقنين بلا جدول
رغم تعهدات الجهات الرسمية المتكررة بتحسين واقع الكهرباء، لا يزال التقنين يتفاقم، والوعود تذروها الرياح، أما التبريرات الرسمية فتتكرر حول نقص الوقود، الأعطال في المحطات، أو ارتفاع في الحمولات.
في المقابل، يتساءل الأهالي بمرارة عن مصير هذه الوعود، في ظل غياب أي جدول زمني واضح للتقنين، وتأثيراته المدمرة على حياتهم اليومية ومعيشتهم.