السوداني: أمن سوريا جزء من أمن العراق ونرفض أي محاولة لتقسيمها

أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن أمن سوريا واستقرارها يمثلان “امتدادًا مباشرًا للأمن القومي العراقي”، داعيًا إلى دعم عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة الأراضي السورية وتُنهي حالة عدم الاستقرار المستمرة منذ سنوات.

وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة حصرية مع وكالة “أسوشيتد برس“، اليوم الثلاثاء، قال السوداني إن بغداد تتعامل مع الملف السوري من منطلق “استراتيجي”، مشددًا على أن “سوريا تمثل عمقًا جغرافيًا وأمنيًا للعراق، واستقرارها ضرورة لا خيار”، مضيفًا أن بلاده “ترفض بشكل قاطع أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا أو النيل من سيادتها”.

تعاون أمني مشترك

أوضح رئيس الوزراء أن حكومته بدأت خلال الأشهر الأخيرة تفعيل قنوات تواصل رسمية ومباشرة مع القيادة السورية الجديدة، التي تولت الحكم بعد الإطاحة بالنظام السابق في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وفي هذا السياق، قال السوداني إن العراق “بدأ بالفعل بإرسال وفود رسمية، وفتحنا باب الزيارات المتبادلة والتنسيق المباشر”، مؤكدًا وجود تقدم واضح في مستوى التعاون المشترك، لا سيما في “الجانب الأمني”.

وأشار إلى أن العراق يتعاون حاليًا مع سوريا لمواجهة نشاط تنظيم “داعش” الذي ما زال يحتفظ بجيوب مسلحة في شرق سوريا، موضحًا أن بغداد تبادلت معلومات أمنية مع دمشق لضمان مراقبة الحدود وتفادي أي تسلل أو نشاط إرهابي عابر للحدود.

كما وجه السوداني “تحذيرًا” للسلطات السورية من الوقوع في أخطاء شبيهة بتلك التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين في العراق، والتي ساهمت في خلق فراغ أمني مدمّر أتاح صعود الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومن ثم “داعش”.

وعبّر السوداني عن رفض بلاده القاطع لأي تدخلات خارجية في سوريا، مؤكدًا أنه “لا يريد لسوريا أن تكون ساحة لصراعات إقليمية أو دولية”، ومشيرًا أن بلاده “لا تقبل بوجود أجنبي دائم على أراضيها، سواء كان ذلك من إسرائيل أو من أي جهة أخرى”.

انخراط عراقي في دعم الاقتصاد السوري

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أشار رئيس الوزراء إلى استعداد العراق للانخراط في جهود إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري، من خلال “التعاون في المجالات الاقتصادية والبنية التحتية”، مضيفًا أن هناك تواصل مستمر مع سوريا “لبحث آليات الشراكة في هذه الملفات”.

ولفت إلى أن هناك “ارتياحًا متبادلًا” بشأن مستوى التنسيق الأمني، لا سيما في ظل استمرار تهديدات تنظيم “داعش”، مشددًا على أهمية استمرار هذا التعاون لضمان أمن واستقرار البلدين.

وتأتي تصريحات السوداني في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة، خاصة بعد تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، خصوصًا بعد العملية الإسرائيلية التي استهدف قيادات رفيعة إيرانية، والتهديد باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة انطلاقًا من العراق.

ورغم الضغوط، نجح السوداني في احتواء هذه المجموعات ومنعها من الانخراط المباشر في التصعيد، في محاولة منه لتجنيب العراق الانجرار إلى صراعات إقليمية، وفقًا لما نقلته الوكالة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist