من ريف حلب إلى مبنى مدمر.. “سوريا الجديدة” تسلط الضوء على قصة نازح مهدد بفقدان مأواه

في قلب مدينة حلب، وبين جدران مبنى شبه مدمر لا يصلح للسكن، يعيش وليد جاسم كحيف، الرجل الستيني، مع عائلته فصولًا من المعاناة اليومية، قصته هي واحدة من آلاف القصص التي خلفتها الحرب، حيث تحول البحث عن سقف آمن إلى صراع مرير بعد أن هُجّر من منزله في ريف حلب الجنوبي الذي دمره قصف قوات النظام البائد.

معركة البقاء في مكان لا يصلح للحياة

لم يترك ارتفاع الإيجارات وقسوة الظروف المعيشية لأبي جاسم خيارًا سوى اللجوء إلى مبنى مهجور، كان يستخدم كمشفى في السابق. هذا المكان يفتقر لأدنى مقومات الحياة، من مياه نظيفة وكهرباء إلى أبسط معايير الأمان، ما يجعله بيئة خطرة على أطفاله الذين يكبرون في ظل حرمان من أبسط حقوقهم.

راتب لا يكفي

بصوت يملؤه القلق والتعب، يصف أبو جاسم واقعه المرير لمراسل وكالة سوربا الجديدة قائلًا: “نحن ساكنون في هذا المكان الذي يقولون إنه كان مشفى، ومهددون في أي لحظة بالخروج منه. لقد جاؤوا إلى المبنى عدة مرات، ونحن لا نستطيع استئجار منزل آخر فالإيجارات غالية جدًا”.

ويكشف عن حجم العجز المادي الذي يعانيه بقوله: “والله راتبي لا يكفيني بالأساس. مصروفي الشهري، بدون أي مصاريف إضافية، لا يقل عن مليوني ليرة، وأنا لا أستطيع تأمين هذا المبلغ”.

نداء من أجل سقف آمن

تتحول كل أماني أبي جاسم إلى مطلب واحد، يوجهه عبر نداء إنساني عاجل، على أمل أن يجد من يسمعه: “أتمنى من الجمعيات الخيرية وأصحاب الخير تقديم المساعدة لي في تأمين منزل”.

تبقى قصة وليد جاسم كحيف وعائلته شهادة حية على المعاناة الصامتة التي يعيشها آلاف المهجرين، الذين وجدوا أنفسهم عالقين بين مطرقة الماضي المدمر وسندان الحاضر القاسي، حاملين أمنية بسيطة لكنها صعبة المنال: سقف آمن يحمي أطفالهم من قسوة الشارع والمجهول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist