رصدت وكالة سوريا الجديدة واقع مشفى الحولة الوطني الذي حولته ميليشيات الأسد الطائفية بعد ارتكابها مجزرة الحولة ضد مئات المدنيين، إلى ثكنة عسكرية، ومكانا للقتل والقنص.
وقال الدكتور عبد الكافي بركات، مدير مشفى الحولة الوطني لوكالة سوريا الجديدة، إن المشفى كان يقدم الخدمات لأكثر من 150 ألف نسمة، وكان ينبض بالحياة، لكن بعد سيطرة النظام البائد في 2012، بات المستشفى مصدرًا للقنص والقتل، بدلًا من أن يكون مكانًا لإنقاذ الأرواح.
وأضاف بركات أنه بعد سقوط النظام البائد، “بدأنا العمل على إعادة تفعيل القطاع الصحي ضمن مبنى المشفى الجديد، ونسعى إلى تشكيل محور طبي متكامل، لكننا لا نزال بحاجة إلى دعم كبير لإعادة إنعاش الرعاية الصحية في المنطقة”.
حرمان صحي ومخاطر أمنية
وبحسب شهادات محلية، أدى تحوّل المشفى من منشأة طبية إلى موقع عسكري إلى حرمان السكان من أبسط حقوقهم الصحية، ما اضطر الكثير منهم إلى السفر لمسافات طويلة وسط ظروف معيشية صعبة ومخاطر أمنية.
كما أن البعض كان يفضل مواجهة الموت في منزله على المغامرة بطلب العلاج.
وذكر أبو رحال أحد أبناء المنطقة أنه خلال فترة سيطرة النظام وميليشياته الطائفية على المشفى، عاشوا في حرمان كامل من الخدمات الصحية، كعقوبة جماعية.
وأضاف لسوريا الجديدة أن كثيرا من المرضى كانوا يخشون الذهاب إلى مستشفيات حمص خوفًا من الاعتقال على الحواجز، “كنّا نلجأ للمستشفيات الخاصة بتكاليف باهظة، أو نضطر للسفر إلى دمشق لتحصيل علاج غير متوفر، وهذا فوق طاقة معظم السكان.”
ويأمل الأهالي والعاملون في المجال الطبي أن تسهم جهود إعادة تأهيل المستشفى الوطني الجديد في تخفيف الأعباء عن السكان في المنطقة، وعودة الخدمات التي كان يقدمها لهم، في أقسام العظمية والداخلية، والأطفال والتوليد والعناية المركزة والبولية، والعمليات الجراحية، وغير ذلك.