توقع مدير مكتب “الفستق الحلبي” في سوريا، محمد عادل هواش، أن ينخفض إنتاج المحصول في الموسم الحالي لعام 2025 إلى أقل من نصف إنتاج العام الماضي.
وأوضح هواش أن إنتاج الموسم الماضي بلغ نحو 83 ألفًا و796 طن، مشيرًا إلى أن الإنتاج هذا العام قد يتأثر بعوامل مناخية واقتصادية وفنية.
وأضاف هواش، في تصريح لصحيفة “الثورة“، أن التراجع يعود إلى عدة أسباب، من بينها أن الموسم الحالي “يُعد موسم معاومة بطبيعته”، أي أن الأشجار تحمل محصولًا وفيرًا في عام، وتحمل محصولًا قليلًا جدًا أو لا تحمل في العام الذي يليه.
وأشار إلى أن الجفاف الذي ضرب المنطقة، وانخفاض مستوى دخل المزارعين “حد من قدرتهم على تقديم الخدمات الزراعية بالشكل الأمثل”، كما أن عددًا كبيرًا من بساتين الفستق الحلبي “تضرر نتيجة تهجير أصحابها خلال سنوات الحرب”، وخضوع بعضها لقوانين استثمار وصفها بـ”الجائرة”، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وخروج مساحات واسعة من الخدمة بسبب عمليات القطع والحرق التي طالت الأشجار.
وأكد هواش أن انتشار الأمراض والآفات الزراعية زاد من حدة الأزمة، وعلى رأسها حشرة “الكابنودس” التي ألحقت أضرارًا واسعة بالبساتين، خاصة في ريفي حماة وإدلب.
ووفق لبيانات مديريات الزراعة، بلغ عدد الأشجار المتضررة أكثر من مليون و14 ألف و 852 شجرة، على مساحة تقارب 70 ألف دونم، موزعة بشكل رئيسي في محافظات حماة وحلب وإدلب.
وبحسب مكتب الفستق الحلبي، بلغ إجمالي الصادرات في موسم 2024 حوالي 2.44 مليون كغ من الفستق المقشور، و263 ألف و776 كغ من الفستق بقشره، و2.07 مليون كغ من الفستق الأخضر، وكانت مصر وألمانيا والسعودية وإندونيسيا من أبرز المستوردين.
وأكد هواش أن المكتب يعمل حاليًا، بالتعاون مع وزارة الزراعة والجهات الدولية، على إعادة تأهيل البساتين المتضررة، والبحث عن أصول مقاومة للآفات، إضافة إلى تطوير قاعدة بيانات دقيقة لدعم المشاريع المستقبلية الخاصة بالمحصول.
وتُعد سوريا من أقدم وأهم الدول المنتجة للفستق الحلبي عالميًا، حيث تبلغ المساحة المزروعة نحو 60 ألفًا و500 هكتار تضم حوالي 9.7 ملايين شجرة، منها 7.7 ملايين شجرة مثمرة، ويتركز الإنتاج في ثلاث محافظات رئيسية هي حماة (أكثر من 50% من الإنتاج)، حلب (31%)، وإدلب (13%).
كما توزعت الأضرار الناتجة خلال السنوات الماضية كالتالي، حيث تصدرت محافظة حماة في عدد الأشجار المتضررة بـ 798 ألفًا و 480 على مساحة 49 ألف و905 دونم، ومحافظة حلب ثانيًا بـ 167 ألف و 239 شجرة على مساحة 15 ألف و130 دونم، وإدلب بعدها بـ 49 ألف و 133 شجرة على مساحة 4 آلاف و969 دونم.