تشهد محافظة دمشق انتشارًا لـ “البسطات” بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع ارتفاع نسب البطالة وتدهور الحالة الاقتصادية، مما يسبب ازدحامًا وعرقلة في الحركة المرورية، خصوصًا للمشاة.
وقال مراسل وكالة سوريا الجديدة في دمشق إن عشرات “البسطات” عادت إلى الانتشار على أرصفة شوارع العاصمة، اليوم السبت، بعد أيام من إزالتها ضمن الحملات التي تنفذها محافظة دمشق ضد الإشغالات الطرقية.
ونقل مراسلنا، عن عدد من الباعة في منطقة البرامكة، أنهم “اضطروا للعودة إلى الشوارع” من أجل كسب قوت يومهم، رغم الحملات المتكررة من المحافظة، مشيرين إلى أن عملهم بات “مغامرة يومية” تقوم على “لملمة” البضائع والهرب عند قدوم الدوريات، ثم العودة مجددًا بعد مغادرتها.
ونشرت الصفحة الرسمية للمحافظة قبل أيام، مقطعًا مصورًا أظهرت فيه تنفيذ حملات في مناطق البرامكة وجسر الحرية والحلبوني والحريقة، استجابةً “لشكاوى الأهالي وأصحاب المحال التجارية”، وفقًا لها.
وتستمر محافظة دمشق، منذ نيسان/أبريل الماضي، بتنفيذ حملة شاملة لإزالة الإشغالات العشوائية من الأرصفة والطرقات والممتلكات العامة، مشددة على أنها تهدف إلى “إعادة الانضباط للمشهد العام” وتأمين انسيابية الحركة المرورية.
وخلال تموز الماضي، سجلت مديرية دوائر الخدمات في المحافظة، في تصريحات لـ “عنب بلدي”، نحو 465 ضبطًا بحق المخالفين، شملت إشغالات مطاعم ومقاهٍ، وأكشاك وبسطات غير مرخصة، في مناطق عدة من المدينة أبرزها المالكي، المهاجرين، أبو رمانة، الميدان، والمزة.
وبحسب المديرية، يتم وضع المصادرات في مستودعات المحافظة بموجب محاضر رسمية، على أن يتاح لأصحابها التقدّم بطلبات لاستعادتها بعد دفع الغرامات والتعهد بعدم إعادة المخالفة.
ولتنظيم عمل الباعة، خصصت محافظة دمشق 11 موقعًا كساحات بديلة عن الإشغالات المخالفة، توزعت في مناطق السويقة، الزاهرة، ركن الدين، مساكن برزة، كفرسوسة وغيرها، بهدف تحويل “البسطات” إلى أسواق شعبية منظمة تخدم الأهالي.
وبينما تؤكد المحافظة تمسكها بخطتها “منعًا” لعودة مظاهر الفوضى والتعدي على الأملاك العامة، حسبما تقول، يرى الباعة أن غياب “البدائل العملية والرقابة الفعالة”، يتركهم بين خيارين أحلاهما مرّ: “إما المخاطرة أو الجلوس بلا عمل”.