كشفت صحيفة الشرق الأوسط أن الرئيس الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري، بدأ العمل على ما يُسمى “الجيش الموحد” في السويداء، معتمدا على ضباط الأسد السابقين، في حين أن فصائل كبرى في مقدمتها قوات رجال الكرامة لم تبد حماسا للانضمام.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة، أن الهجري يحاول حاليًا جمع الفصائل تحت إدارة واحدة، معتمدًا على ضباط سابقين كانوا يخدمون في جيش نظام بشار الأسد البائد.
“حركة رجال الكرامة والجيش الموحد”
لكن مصادر قالت للصحيفة إن الخطوة ستكون فاشلة، بسبب عدم حماس حركة رجال الكرامة للانضمام، واستبعاد المجلس العسكري، الذي يقوده الضابط المنشق طارق الشوفي بعد خلافات نشبت مع جماعة الهجري، تطورت إلى خطف مسلحين للشوفي قبل أن تتدخل فصائل لتأمين الإفراج عنه.
وفيما يتعلق بـ”حركة رجال الكرامة”، التي تأسست في عام 2013، ويقودها حاليًا الشيخ يحيى الحجار، وتُعد الفصيل المسلح الأكبر عددًا وعتادًا في السويداء، إذ يتراوح عدد مقاتليها بما بين 5 – 8 آلاف مقاتل، لم يبد المتحدث باسم الحركة (باسم أبو فخر) حماسا للانضمام.
وقال أبو فخر للشرق الأوسط: نحن مع أي خطوة تدعم توحيد الجهود للدفاع عن السويداء، لكن موضوع الانضمام لجسم عسكري موحّد أمرٌ يخضع لماهية هذا الجيش وتوافقه مع مبادئنا وضمانته لكرامة الجميع.
ولم يخف أبو فخر أن هناك تواصلاً مع القيادات العسكرية للحركة بشأن الانضمام لـ”الجيش الموحّد”، لكنه كان صريحاً بالقول إنه “ليس هناك أي وضوح بشأن هذا الجيش، وهذا ما يجعل فكرة الانضمام (إليه) غير واردة حالياً”.
ويعزز ذلك ما نشره موقع السويداء 24، اليوم السبت، أن هناك تحركات مكثفة لتأسيس “الجيش الموحد” لكنه لم يعلن أي اسم انضم إليه حتى الآن.
وذكر تقرير صحيفة الشرق الأوسط أن من انضم إلي ما يسمى “الجيش الموحد” حتى الآن مجموعات صغيرة يتراوح تعدادها بين 20- 25 شخصا، وأن كثيرا منها مرتبط بجهاز الأمن العسكري الذي كان تابعا لنظام الأسد ، ومقاتليها متهمون بارتكاب تعديات وسرقات.
وبحسب الصحيفة يتم إغراء الشباب للتطوع في التشكيل الجديد براتب شهري مقداره 300 دولار أميركي، موضحةً أن عددًا كبيرًا من الشباب سجلوا أسماءهم للتطوع لكن كثيرين منهم تراجعوا لاحقًا لأنه لم يُدفع للمتطوعين سوى راتب الشهر الأول منذ تشكيل ما يسمى”الحرس الوطني”.
الهجري من الرفض إلى القطيعة
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون أول 2024، أعلن الهجري مواقف غير مؤيدة للحكم الجديد، غير أنه أعلن القطيعة التامة مع حكومة دمشق ودعا إلى استقلال ذاتي، وشكر إسرائيل، عقب أحداث تموز الماضي، التي قتل خلالها مئات المدنيين والمسلحين من العشائر والفصائل الدرزية وعناصر قوات الجيش والأمن العام الحكومية التي تدخلت لفض النزاع الذي وقع بين مسلحين من البدو وآخرين من الدروز.
ويرفض الهجري بيانات الحكومة حول الأحداث، ويتهمها بفرض حصار عليها، وهو ما تنفيه الحكومة التي تؤكد أن قوافل المساعدات يتم تنظيمها يومياً إلى المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
كما يطالب الهجري بتحقيق دولي مستقل في ما جرى، وبخروج عناصر الجيش والأمن التابعين للحكومة من المحافظة، وفتح ما أسماه ممر إنساني للسويداء، من إسرائيل المحتلة.
وما يزال تعداد ما يسمى بالجيش الموحد غير معروف، فبينما قالت مصادر للشرق الأوسط إن العدد يقدر بين 4 – 5 آلاف مقاتل، غير أن مصادر أخرى قالت إن هذا الرقم مبالغ فيه، إذ إن الفصائل التي انضوت في إطاره قليلة ولا يتجاوز عدد أفراد كل واحد منها 20 مقاتلًا.