آثار مؤتمر “مؤثرون من أجل سوريا” الذي نظمته وزارة الإعلام في مدينة حلب، ردود فعل غاضبة من شخصيات سورية بارزة في الساحات الفكرية والسياسية والثقافية، حتى أن البعض وصف ما يجري بعبارة “الطبل شعار المرحلة”.
ويوم الإثنين 1 أيلول، انطلق في مدينة حلب اليوم مؤتمر “سكريبت” الرقمي تحت شعار “مؤثرون من أجل سوريا” في خطوة تهدف إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز الاستقرار عبر منصات الإعلام الرقمي، وفق سانا.
وقالت الوكالة إن المؤتمر الذي نظمته وزارة الإعلام جمع المئات من صانعي المحتوى والمؤثرين السوريين والعرب، سعيًا لتحويل سوريا إلى قبلة رائدة في مجال الإعلام والتأثير الرقمي.
حسين حمادة: الطبل شعار المرحلة
وكتب القاضي حسين حمادة تحت عنوان “من ضحك على قبنض صار نسخة مكررة منه”، يبدو أن “الطبل والزمر أصبحا شعار المرحلة”!.
وأضاف في منشور على حسابه في فيسبوك، أنه حين أطلق “قبنض” عبارته الشهيرة: “الشغلة بدها طبل وزمر”، تلقاها الناس يومها كدعابة للتندر والسخرية، واعتبروها نموذجًا على سطحية التفكير وغياب الرؤية الجادة. لكن المفارقة المرّة أن ما كان مادةً للضحك، تحوّل مع الزمن إلى نهجٍ متّبع، وإلى أسلوب في إدارة السياسة والاجتماع والاقتصاد.
وتابع: “لقد صار المشهد العام نسخة مطابقة لذهنية “قبنض”، الضجيج يعلو على المنطق، المظاهر تطغى على الحقائق، والاستعراض يغلب على الإنجاز. من ضحكوا على تلك العبارة وجدناهم – عن قصد أو عن غير قصد – يمارسون ذات “الفن”، ويعيدون إنتاج ذات السلوك الذي سخروا منه”.
واعتبر القاضي حمادة (أكبر قاضي منشق عن نظام الأسد المخلوع) أن الطبل والزمر لم يعودا مجرد أدوات احتفالية، بل تحوّلا إلى سياسة معتمدة لتغطية الفشل بالصوت العالي، والترويج للفراغ عبر الألوان والأضواء.
وأشار إلى أن ثقافة الاستعراض لا تبني أوطانًا، بل تُهدر الوقت وتُبقي الشعوب في حالة غيبوبة جماعية. وحين يصبح “الطبل والزمر” بديلاً عن التخطيط والإصلاح، نكون قد اخترنا السير في الطريق الذي لا يؤدي إلا إلى فراغٍ أكبر وانهيارٍ أعمق.
ومحمد قبنض هو رجل أعمال سوري كان مؤيدًا لنظام الأسد البائد قبل التحرير، وعضوًا سابقا في مجلس الشعب، إضافة إلى عمله في الإنتاج الفني.
محمد منصور: التهويش الكراجاتي
وأبدى الناقد والصحفي محمد منصور غضبًا شديدًا إزاء تصريحات وزير الإعلام السوري الدكتور حمزة مصطفى الذي قال إن “للمؤثرين” دورًا في تحرير سوريا من النظام البائد.
وعلق على التصريح بقوله: من لم يكن لديه مانع أن يصف الثورة بالحرب الأهلية، ووصف من انتقد هذا العنوان بالتهويش الكراجاتي..لا تستغربوا منه أن يقول إن للمؤثرين دور في عمليات التحرير…فقد رأيناهم يخوضون معارك الوغى على التيك توك، ويستشهدون على البث المباشر ويطلقون المسيرات التي طاردت بقايا ميليشيات إيران والأسد في سماء الفيسبوك.
وأضاف على حسابه الشخصي مرفقًا معه فيديو للتصريح :”نختصم فيك أمام الله والتاريخ في هذا الافتراء والتدليس يا سيادة الوزير”.
الدكتور بشير زين العابدين: لست مؤثرًا.. ولكن!
أما السياسي والأكاديمي الدكتور بشير زين العابدين فعلق بالقول: عندما أصل مطار دمشق الدولي؛ لن تستقبلني سيارة فارهة على باب الطائرة، ولن يتاح لي القيام بحركات “بلهاء” أمام عدسة هاتفي أستصرخ بها ضمائر المتابعين لمزيد من “الشير والتكبيس”، بل سيتم لفت انتباهي إلى ضرورة مراجعة النيابة العامة بموجب الإجراء (977588) القاضي بحبسي بناء على بلاغ من القضاء العسكري (عام 1999) بتهمة أرجح أن تكون: “إضعاف الروح المعنوية”، وذلك لأنني كتبت في ذلك العام سلسلة مقالات عن “الفساد في سوريا”، وجمعتها في كتاب حمل العنوان ذاته، وكان له انتشار واسع و”تأثير” كبير آنذاك”.
وتابع: لا أكتب هذا المنشور استعراضًا، وإنما لألفت الأنظار إلى ما تعانيه شريحة واسعة ضحت بكل ما تملك لأجل تحرير بلادها، ولا تجد في استقبالها سوى مذكرات الحبس والتحقيق والاعتقال، وللتذكير بملايين التضحيات التي تستحق الحفاوة والتقدير الفعلي.
وختم منشوره قائلًا:”ربما لم أعد أصنف “مؤثرًا” بمعايير اليوم؛ لكني أتعهد بالاستمرار في أمرين، بذل ما أستطيعه من “تأثير” (مهما كان قليلًا) حتى يزهر ربيعنا العربي الذي أعتبر الثورة السورية المباركة امتدادًا له، والاعتزاز بهويتي العربية الإسلامية الأصيلة التي سأستقي منها قِيَمي وقيمتي حتى ألقى بها وجه ربي.
محي الدين لاذقاني: مؤثرون لم يذكروا سوريا بكلمة قبل النصر
وقال السياسي والمعارض محي الدين لاذقاني: “أضم صوتي إلى إعلاميي حلب الذين أصدروا بيانًا يستنكرون فيه قيام وزير “التهويش الكراجاتي” بتهميشهم، ونسبة العمل للنصر، والتحرير إلى مجموعة مؤثرين معظمهم لم يذكر كلمة واحدة عن سوريا قبل ان يصل اليها”.
وأضاف أنه من حق إعلاميي حلب أن يحتجوا، فهم من عمل، وضحى، وليس مجموعة الصبيان الذين استدعوهم، وصاروا ينسبون لهم زورًا وبهتانا المشاركة في صنع النصر والتحرير.
كما نشر لاذقاني على صفحته الشخصية، صورًا سابقة للجمعية التي نظمت المؤتمر مع وزارة الإعلام، وهي تصف ثوار حلب بالإرهابيين، وتقيم النشاطات تحت رعاية أسماء الأسد ورموز معروفة من أزلام النظام البائد.
وفي السياق ذاته، تعرض المؤتمر لهجوم وانتقاد كبيرين من قبل شريحة واسعة من نشطاء وإعلاميي الثورة، لسببين، الأول أن كثيرًا منهم لم يتم دعوته، كما ذكر بيان إعلاميي حلب.
وأما السبب الثاني فيعود إلى دعوة العديد من الأسماء التي كان لها تصريحات ومواقف واضحة في دعم النظام البائد.