أثار ظهور أبناء محمد حمشو شريك ماهر الأسد وأحد الأذرع الاقتصادية لنظام الأسد البائد في قمع الثورة السورية، بحفل إطلاق صندوق التنمية السوري، وتبرعهم بمليون دولار، ردود فعل غاضبة وإشارات استفهام كبيرة.
والخميس 4 أيلول الجاري، أطلقت الحكومة السورية “صندوق التنمية”، ضمن حفل إشهار في قلعة دمشق الأثرية، أسفر عن جمع أكثر من 60 مليون دولار أمريكي، بحضور الرئيس أحمد الشرع، وعدد من الوزراء ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال وناشطين.
ردود فعل غاضبة: قتلوا الشعب ومشوا في جنازته
وعلق الصحفي محمد الشيخ علي على ظهور أبناء حمشو في الحفل وتبرعهم بمليون دولار بقوله: “ظهور مزعج ومحبط إذ كيف تسمح الحكومة لمن قتل الشعب السوري أن يمشي في جنازته!”.
وأضاف، في تصريح لوكالة سوريا الجديدة “فعلًا اللي استحوا ماتوا فبدلا من أن يتوارى هؤلاء عن الأنظار، ويكتفوا بالسماح لهم بالعودة إلى البلاد يخرجون بكل وقاحة ويتبرعون بمليون دولار، ليغسلوا بها أموالهم من دماء الشعب والتي هي منهوبة من الشعب أصلًا”.
واعتبر الشيخ علي أن مثل هذا الظهور وعودة أمثال هؤلاء لتسلم دفة قيادة الاقتصاد في سوريا، سيكون ضرره أكبر من نفعه على مستقبل البلاد.
أما الناشط والصحفي عمر الحاج فكتب على صفحته في فيسبوك يقول: “من وسط دمشق الحرة من الأسد.. الفاشلان أحمد وعمرو أبناء محمد حمشو شريك ماهر الأسد بدم أهلنا، ناهب حديد منازل المهجرين والنازحين من مزرعة الأسدية.. أحمد وعمرو.. من وسط الحفل.. يتبرعان بمليون دولار.. حفنة لغسل عار ما دمروه مع والدهما وشريكه وسيدهما الهارب إلى موسكو يا للعار.. يا للعار”.
وأبدى عشرات النشطاء والصحفيين وأبناء الثورة السورية غضبا عارما من أبناء حمشو وتبرعهم بمليون دولار لصندوق التنمية.
ومن أجل ذلك امتلأت وسائل التواصل بصور حمشو وأولاده وهم إلى جانب ماهر الأسد وبنته شام، كذلك وهم يضعون على صدورهم صور الهارب بشار الأسد، بينما كانت ميليشياته تدك بيوت السوريين، أما هم فكانوا يسروقون حديدها ويسخرون جزءا من الأرباح لتمويل آلة القتل الأسدية ضد الشعب السوري.
ويخضع محمد حمشو وأبنائه وزوجته لعقوبات قانون قيصر منذ عام 2020، وقبل ذلك للعقوبات الأوروبية بسبب دعمهم لنظام الأسد في قمع الشعب السوري.
وبحسب تقارير محلية ودولية فإن حمشو وأبنائه كانوا مسؤولين عن نهب مئات الأطنان من حديد منازل المهجرين والنازحين بإشراف “الفرقة الرابعة”، التي كان يقودها ماهر الأسد، شريك الأب في مشاريع كثيرة قبل الثورة وبعدها كما تم الإشارة إلى ذلك آنفًا.
لجنة ظل سرية لإعادة تشكيل الاقتصاد السوري
وفي 24 من تموز الماضي، كشف تحقيق أجرته وكالة “رويترز“، أن حازم الشرع شقيق الرئيس السوري يشرف سرًا على صفقات رامية إلى السيطرة على الشركات الكبرى، عبر لجنة “ظل” سرية تعيد تشكيل الاقتصاد السوري.
ومن أجل فك شيفرة الفساد، التي كانت بأيدي الأسد ورجال أعمال مرتبطين بهم فإن القيادة السورية الجديدة، تعقد صفقات مع رجال أعمال يربطهم العديد من السوريين بسنوات من المكاسب غير المشروعة، في عهد النظام السابق، ومن ضمنهم محمد حمشو وأبنائه.