يكاد لا يغيب عن موائد السوريين.. ماذا تعرف عن الزعتر الحلبي؟

في مدينة تهمس جدرانها بقصص حضارات عريقة، وتمر أزقتها برائحة التاريخ، وُلد الزعتر الحلبي، رمز من رموز الهوية الحلبية ورفيق موائد الطعام لدى غالبية السوريين. ليس مجرد خلطة من الأعشاب، بل ذاكرة محفوظة تنتقل من جيل إلى جيل، تروي حكاية المدينة الأصيلة.

الزعتر الحلبي يتميز بخلطته الفريدة، حيث يتكون من الزعتر البري، اليانسون، السماق، الحمص المطحون، الفستق الحلبي، الكزبرة وملح الطعام، مع إضافات أخرى تختلف حسب الذوق، ولا تمنحه هذه المكونات نكهة غنية فقط، بل تعكس أيضًا روح الابتكار الحلبي التي يطور الوصفات الشعبية باستمرار.

لطالما اشتهرت مدينة حلب بصناعة الزعتر إلى جانب منتجاتها الشهيرة مثل صابون الغار، ويُقال إن من يزور المدينة لا بد أن يحمل معه علبة زعتر أو قطعة صابون كتذكار يعيد إلى ذاكرته عبق الأسواق القديمة.

يقول محمد، أحد تجار الزعتر في حلب، في تصريح خاص لوكالة سوريا الجديدة: “مدينة حلب وتراثها يُعرف بالزعتر الحلبي، وأنا توارثت هذه المهنة عن والدي، الذي بدوره ورثها عن جدي منذ ما يقارب الـ100 عام”.

أما أبوعبدو، أحد سكان المدينة، فيروي قائلًا: “الزعتر لا يخلو من أي مائدة، كما أنه الغذاء الرئيسي لطلاب المدارس، فالطالب يصطحب صندويشة الزعتر معه إلى المدرسة لتعينه على قضاء يومه الدراسي”.

ومع تطور الأذواق وظهور جيل الشباب، أصبح للزعتر نكهات متعددة، كما يشير أحد الباعة حيث يقول: “أضاف جيل الشباب لمستهم الخاصة على الزعتر، فأصبح هناك زعتر بنكهة دبس الرمان، ونكهة السماق، وحتى نكهة البيتزا”.

يقول بشر، أحد الباعة المتواجدين في قلب مدينة حلب: “الزعتر الحلبي هو الرقم واحد في العالم. لا يخلو أي محل منه، وأي زائر، مهما كانت جنسيته، يأتي إلى المدينة ويشتري منه لشهرته الواسعة في جميع أنحاء العالم”.

وفي ظل موجات النزوح واللجوء التي عاشها السوريون خلال السنوات الماضية، أصبح الزعتر الحلبي سفيرًا صامتًا للهوية والحنين، حيث تحمل الأسر المهاجرة معها علبة صغيرة مليئة بالذكريات، تذكّرهم برائحة الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist