زيارة تاريخية.. الشرع وترمب يفتحان صفحة جديدة في العلاقات السورية–الأمريكية

دمشق وواشنطن تمهّدان لشراكة استراتيجية

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن زيارته إلى البيت الأبيض ولقاءه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تمثل بداية عهد جديد من العلاقات الاستراتيجية بين دمشق وواشنطن.

وقال إن سوريا لم تعد تشكل تهديدًا للولايات المتحدة، بل أصبحت شريكاً جيوسياسيًا مهمًا في المنطقة.

وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أشار الشرع إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض منذ تأسيس الجمهورية السورية في أربعينيات القرن الماضي، مضيفًا أن الزيارة تفتح صفحة جديدة من التعاون بعد عقود من العزلة الدولية التي عاشتها سوريا.

ملفات الاستثمار ورفع العقوبات

وأوضح الرئيس السوري أن المباحثات مع ترمب تناولت قضايا الحاضر والمستقبل، لا سيما فرص الاستثمار في سوريا، خصوصًا في قطاع الغاز. كما تم بحث مسألة رفع العقوبات المفروضة على دمشق، مشيرًا إلى صدور قرار من مجلس الأمن يقضي برفع العقوبات عن سوريا وعدد من المسؤولين السوريين.

التعاون الأمني والعسكري ومكافحة داعش

وفي ما يتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، ذكر الشرع أن سوريا شاركت في معارك عديدة ضد تنظيم داعش خلال السنوات الماضية، داعيًا إلى تنسيق الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي السورية مع الحكومة في دمشق، ومشددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق واضح بشأن مكافحة التنظيم.

العلاقات مع إسرائيل واتفاقيات أبراهام

وحول إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام، أوضح الرئيس أن الوضع السوري يختلف عن الدول التي وقّعت هذه الاتفاقيات، نظرًا لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان منذ عام 1967. لكنه أشار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل أو العودة إلى تفاهمات عام 1974 بدعم من إدارة ترامب.

العدالة الانتقالية والمفقودون

تحدث الرئيس الشرع عن تشكيل لجنة للعدالة الانتقالية لمحاسبة كل من ارتكب جرائم خلال الثورة السورية، بمن فيهم بشار الأسد، مؤكدًا أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها دون استثناء.

أما بالنسبة للصحفي الأمريكي أوستن تايس، المفقود منذ عام 2012، فأشار الشرع إلى أنه التقى بوالدته وتعاطف مع معاناتها، مؤكدًا بذل أقصى الجهود لمعرفة مصيره ومصير جميع المفقودين في البلاد.

يُذكر أن الرئيس الشرع عقد جلسة مباحثات رسمية في البيت الأبيض مع الرئيس ترمب، بحضور وزيري خارجية البلدين وعدد من المسؤولين، تم خلالها بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وفي منشور عبر منصة “تروث سوشيل”، كتب ترامب: “كان لي الشرف بلقاء الرئيس الشرع، وأتطلع إلى مزيد من اللقاءات معه”، مشدداً على أن “استقرار سوريا وازدهارها أمر أساسي لأمن المنطقة بأسرها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist