المبعوث الأمريكي: زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض نقطة تحول في تاريخ الشرق الأوسط

وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض بأنها “نقطة تحول حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث”، مؤكدًا أن سوريا انتقلت من مرحلة العزلة إلى مرحلة الشراكة والانفتاح.

وفي منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، الخميس 13 تشرين الثاني، عبّر باراك عن سعادته بمرافقة الرئيس الشرع خلال الزيارة، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري الولايات المتحدة منذ استقلال البلاد عام 1946.

وأوضح المبعوث الأمريكي أن كلاً من الرئيس دونالد ترامب والرئيس الشرع يتشاركان قناعةً مفادها أن الوقت قد حان لاستبدال القطيعة بالتواصل، ومنح سوريا وشعبها فرصة حقيقية للتجديد والانفتاح.

وأضاف باراك أنه شهد خلال الاجتماع الذي عُقد في المكتب البيضاوي التزام الرئيس الشرع بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، معتبرًا ذلك خطوة مهمة نحو إعادة البناء والتعاون والمساهمة في استقرار المنطقة بأكملها.

وأشار إلى أن دمشق ستلعب دورًا فاعلًا في مواجهة وتفكيك بقايا التنظيمات الإرهابية مثل داعش والحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله، مؤكدًا أنها ستقف كشريك ملتزم في الجهود العالمية لتحقيق السلام والأمن الإقليمي.

كما كشف المبعوث الأمريكي عن جلسة متابعة ثلاثية جمعت وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيريه الأمريكي ماركو روبيو، والتركي هاكان فيدان، حيث تم خلالها رسم ملامح المرحلة المقبلة من التعاون الأمريكي – التركي – السوري.

وأوضح باراك أن اللقاء أسفر عن تفاهمات محورية، أبرزها دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني السوري الجديد، وإعادة تعريف العلاقات التركية – السورية – الإسرائيلية، إلى جانب تعزيز الجهود الداعمة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وبحث قضايا الحدود اللبنانية.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن إدارة الرئيس ترمب تعمل على بلورة نهج جديد يقوم على مبدأ “الأمن أولًا، ثم الرخاء”، معتبرًا أن الخطوة التالية تتمثل في الإلغاء الكامل لقانون قيصر، تمهيدًا لتمكين سوريا من استعادة قدراتها الاقتصادية.

ودعا باراك الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ هذه “الخطوة التاريخية” التي من شأنها دعم الحكومة السورية الجديدة في إعادة تشغيل محركها الاقتصادي وتحقيق الاستقرار الداخلي.

يُذكر أن السيد الرئيس أحمد الشرع وصل إلى واشنطن في 10 تشرين الثاني الجاري، حيث عقد اجتماعًا مغلقًا مع الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، تناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتُعد هذه الزيارة فصلًا جديدًا في العلاقات السورية الأمريكية، وتجسّد توجهًا واضحًا نحو الانفتاح وبناء شراكات جديدة تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist