أحمد العمر – خاص
تشهد محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا تدهوراً متصاعداً في الأوضاع المعيشية، نتيجة الانقطاع المستمر للكهرباء وشبكات الاتصالات، إلى جانب الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، ما أثر بشكل مباشر على مختلف جوانب الحياة اليومية للسكان، وارتفعت معه معظم أسعار السلع الأساسية التي تحتاجه الأسر السورية هناك.
تكاليف مرتفعة
ورصد موقع “سوريا الجديدة” الأوضاع المعيشية للسوريين في الحسكة، وبدا أن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى توقف عدد من الخدمات الأساسية، من بينها ضخ المياه وتشغيل الأفران والبرادات، كما تسبب في تعطل العملية التعليمية في المدارس والجامعات التي تعتمد على الكهرباء لتشغيل الإنترنت والمولدات.
وامتد تأثير الانقطاع ليشمل النشاطين التجاري والصناعي، في ظل توقف العديد من الورش عن العمل، واضطرار الأهالي للاعتماد على اشتراكات المولدات الخاصة بتكاليف مرتفعة، وهي اشتراكات لا يمكن أن تلبي حاجة الورش الصناعية، المتوسطة والصغيرة وبالكاد تكفي لتغطية احتياجات المنازل.
وقالت مصادر محلية متطابقة لموقع “سوريا الجديدة” إن “توقف شبكات الاتصال تسبب بعزلة داخلية وخارجية للسكان، وانقطاع خدمات الإنترنت زادت الطين بل، ما أدى إلى تعطيل أعمال تجارية وتعليمية، بالإضافة إلى صعوبة التواصل مع المنظمات الإنسانية والجهات الخدمية، وسادت حالة من الاستياء في الأوساط الشعبية التي تنتقد بشدة الأداء الخدمي المترهل”.
غلاء المحروقات
وكشف المصادر إن “أسعار المحروقات شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، حيث وصل سعر لتر المازوت إلى 6300 ليرة سورية (مايعادل 0.55$) بعدما كان بـ4700 (0.41$) ما انعكس على أجور النقل والمواصلات، ورفع كلفة تشغيل المولدات الكهربائية، وأثر سلباً على القطاعات الزراعية والصناعية التي تعتمد على المازوت في تشغيل المعدات والمضخات. وقد زاد ذلك من الأعباء الاقتصادية على الفئات ذات الدخل المحدود”.
ورغم الظروف المعيشية الصعبة، رُصدت بعض المبادرات المحلية التي ساهمت في التخفيف من حدة الأزمة، من خلال تعزيز التعاون المجتمعي وتقاسم الموارد المتاحة، إضافة إلى لجوء بعض السكان إلى حلول بديلة مثل الطاقة الشمسية، رغم كلفتها المرتفعة. وتستمر الأزمة في ظل غياب مؤشرات واضحة على تدخل فعّال من الجهات المعنية لتحسين الأوضاع أو إيجاد حلول مستدامة لهذه التحديات المتراكمة.
درة اقتصاد سوريا
تعد محافظة الحسكة من أهم المناطق الاقتصادية في سوريا، حيث تساهم بشكل كبير في الإنتاج المحلي، ومن أبرز الأنشطة الاقتصادية فيها، الزراعة، الحسكة كانت تُنتج حوالي 45% من القمح السوري و35% من القطن، مما يجعلها مركزًا رئيسيًا للزراعة في البلاد، أما النفط فالمحافظة تُنتج 40% من النفط السوري من حقول مثل الرميلان والسويدية والجبسة، ولثروة الحيوانية أيضاَ لها مكانة خاصة في الأنشطة الاقتصادية، حيث تُعتبر الحسكة منطقة رئيسية لتربية المواشي، حيث يعتمد العديد من السكان على هذا النشاط كمصدر دخل أساسي، كما أن هناك بعض الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل معامل إنتاج الزيوت النباتية ومعامل الغزل والنسيج.
إيلاء الحكومة السورية الجديدة اهتماماً خاصاً في مناطق شمال شرقي سوريا، والتي كانت مهمشة على زمن النظام البائد، يعتبر خطوة أكثر من رائعة للنهوض بسوريا وانعاش أكثر المناطق السورية المتعطشة للتنمية والتطوير الحضري، والاتفاق مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) سيمهد بطبيعة الحال لوصول الحكومة إلى أهم مفاصل الاقتصاد في الشمال الشرقي لسوريا لتباشر الدولة الجديدة عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوي عهداً طويلاً من التهميش والظلم.