رامي محمد – خاص
أطلق ناشطون من أبناء مدينة حلب حملة شعبية بعنوان “الوفاء لحلب” للمساهمة في تحسين الخدمات داخل المدينة، وخصوصاً في الأحياء المدمرة، وتأتي هذه الحملة ضمن مساعٍ حكومية وشعبية لإعادة تنظيم الحياة المدنية داخل حلب، والمساهمة في عودة العوائل المهجرة من المدينة بعد سقوط النظام البائد.
ويسعى القائمون على الحملة إلى تعزيز التوعية المجتمعية وروح المسؤولية بين أبناء المدينة عبر مشاركة الأهالي، بحسب ما قاله أحد القائمين على الحملة لموقع سوريا الجديدة.
وقال عبد العزيز المغربي، المنسق العام للحملة في حديثٍ خاص لموقع “سوريا الجديدة” إن “الحملة متاحة للجميع، وتدعو كل من يستطيع المشاركة ضمن الإمكانيات المتاحة لديهم، ليساهموا في بناء وطنهم وشفاءه بشتى الطرق”.
وحول أنشطة الحملة، قال المغربي إن الحملة تم الإعلان عنها في 22 من الشهر الجاري، نيسان/أبريل، على أن تنطلق بشكل فعلي في الثاني من أيار/مايو المقبل عبر فرق تطوعية لتنفيذ أنشطة خدمية مثل حملة تنظيف للأحياء المهدمة يرافقها حملات توعية، بالإضافة لحملات رش للمبيدات الحشرية. وعن التنسيق الحكومي، أشار منسق الحملة بأنها تجري بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وفق “أولويات الاحتياج” حسب تعبيره.
وكشف مدير مديرية الإعلام بمحافظة حلب، عبد الكريم ليله، بأن “هذه الحملة مبادرة مجتمعية لإعادة الألق إلى مدينة حلب في مختلف القطاعات، المدينة التي نهضت سابقاً بجهود أبنائها، تعود اليوم لتنهض مجدداً، خاصة مع عودة آلاف الحلبيين من المهجّرين، وعلى رأسهم التجار والصناعيين الذين تضرروا من ممارسات النظام البائد”.
التوجه للمجتمع المحلي
ويرى الناشط عبد الرحمن اسماعيل، أحد المشاركين في الحملة بأن المجتمع المحلي دائماً ما كان جزء للحلول في المدن، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها سوريا عموماً. ويضيف اسماعيل، في حديثه لموقع “سوريا الجديدة” أن الفكرة انطلقت “لبناء جسور من الثقة بين الأهالي العائدين والمقيمين في المدينة حتى نكون قادرين على صناعة مجتمع فعال ومؤثر، كالمجتمع الذي تم تشكيله في المناطق المحررة، والذي أخذ دوراً فعّالاً في عدة مبادرات”.
وتابع عبد الرحمن إن الحملة ستساهم بإعادة إنارة بعض الأحياء والطرقات داخل المدينة ضمن الاستطاعة الممكنة، وقد تم الإعلان عنها ودعوة جميع المقيمين داخل سوريا والمهجرين في الخارج للمساهمة سواء بالدعم المادي أو المعنوي.
وقد أعلن محمد النسر، أحد السوريين المهجرين، ومالك شركة متخصصة في المجال الطبي في منشور عبر حسابه على فيسبوك عزمه تقديم تخفيضات خاصة لتجهيزات المشافي، بالإضافة لاستشارات مجانية في ذات المجال.
مبادرات لإحياء الدمار في حلب وغيرها
احتلت محافظة حلب المرتبة الأولى من بين المحافظات السورية التي شهدت تدميراً هائلاً خلال سنوات الثورة، وفق تقريرٍ نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب عام 2019، وبحسب البحث الأممي، فقد وصل على المباني المدمرة كلياً إلى 4773 مبنى، و14680 مبنى مدمراً بشكل بالغ، و16269 مدمراً بشكل جزئي، ليبلغ مجموع المباني المتضررة 35722.
فيما انخفض عدد السكان، وفقاً للبحث من 2.5 مليون نسمة قبل عام 2011 إلى 1.6 مليون خلال فترة نشر البحث، وشهدت عدة محافظات لمبادرات محلية مشابهة منذ إعلان سقوط النظام البائد في سوريا، في محاولة للنهوض بتلك المحافظات وعودة الحياة إليها، منها حملة “حماة تنبض من جديد” في محافظة حماة التي ركزت على ترميم المرافق العامة وتنظيف مجرى نهر العاصي، وفي دمشق قام عدد من الشباب بحملة تنظيف للشوارع وتنظيفها. وفي محافظة حمص حيث أطلق شباب من مختلف الطوائف مبادرات لتنظيف الأحياء وإعادة تأهيلها، شملت حي الحميدية والدبلان، في خطوة لتعزيز التعايش والتضامن.