شهدت بلدة كرناز بريف حماة الشمالي عودة جزئية للنازحين القادمين من مخيمات النزوح الشمال، وذلك بعد سنوات طويلة من النزوح القسري، وقد أطلق على القافلة الثالثة من العائدين اسم “قافلة أحرار كرناز 3” والتي ضمت عشرات العائلات النازحة في مخيمات مختلفة.
وكشفت مصادر متابعة لموقع “سوريا الجديدة” أن “القافلة الثالثة من العائدين إلى كرناز ضمت نحو 150 سيارة شاحنة صغيرة ومتوسطة لنقل أهالي البلدة، وفور وصولهم تجمع العائدون في الساحة العامة بكرناز حيث شهدت أجواء احتفالية ترحيباً بالعائدين”
ولفتت المصادر إلى أن هناك عدد آخر من العائلات ما تزال في المخيمات وليس في إمكانها العودة في الوقت الحالي، لأسباب عديدة، أهمها تضرر منازلهم بشكل كبير، ربما ينتظرون انتهاء أعمال ترميمها، لأن هناك عائلات قد بدأت بالفعل في عمليات الترميم. وفق المصادر.
وقال الإعلامي مصطفى أبو عرب في تسجيل مصور خلال مرافقته لقافلة العائدين: “اليوم يعود أهالي كرناز إلى مدينتهم ليس لأن بشار الأسد سامحهم، بل لأن بشار الأسد هرب وأهل كرناز انتصروا”. وخلال الحفل الذي أقيم في ساحة البلدة قال أحد وجهاء كرناز: “هنيئاً لأهل كرناز بهذه الفرحة هنيئاً لكم بهذا العرس العظيم، الذي تنتظرونه منذ 14 عاماً، الحمد لله الذي أعطانا العمر لنشهد هذا اليوم العظيم يوم النصر”.
وتنطلق قوافل العائدين من المخيمات إلى مناطقهم الأصيلة (ريفي إدلب وحماة ومناطق جنوب حلب) التي هجروها منها في أوقات سابق على يد قوات النظام البائد، وتندرج الحملات في إطار مبادرات شعبية تهدف لمساعدة المهجرين في العودة إلى منازلهم، بدعم من جهات أهلية ومتطوعين من أبناء المنطقة، إضافة إلى مساهمة بعض المنظمات الإنسانية المحلية التي قدّمت مساعدات لوجستية وخدمية لتأمين احتياجات العائدين.
ومن المبادرات الشعبية العاملة في البلدة فريق كرناز التطوعي الخدمي الذي يعمل على ترميم بعض المرافق العام لتحسين واقع الخدمات العامة وذلك من خلال التنسيق الفعال مع الجهات المعنية لتقديم الدعم اللوجستي والمالي اللازم لمجلس البلدة لترحيل القمامة وفتح الطرقات وإزاله الأنقاض.
وتبيت بعض العائلات في خيام شيدتها فوق ركام وأنقاض المنازل، أو في القسم القابل للسكن منها، تبعا لنسبة الدمار، بينما باشر بعض العائلات بترميم جزئي لبيوتها، ومنهم من سكن عند أقاربه أو في منازل مؤقتة تعود لمهجرين خارج البلاد. وعلى الرغم من بدء عودة الأهالي، فإن الدمار الحاصل يشكل عائقاً أمام استقرار العائلات وكذلك في تسريع عملية العودة.
وإلى جانب الدمار الذي خلّفه النظام المخلوع في مدن وبلدات أرياف حلب وإدلب وحماة، يأتي نقص الخدمات وغياب البنى التحتية تحدياً إضافياً للاستقرار والعودة، وتشير تقديرات أممية إلى عودة مليون ونصف المليون من النازحين داخليا إلى بيوتهم، وأكثر من 400 ألف سوري من دول الجوار إلى البلاد منذ سقوط النظام البائد.
رصد موقع “سوريا الجديدة” عودة جزئية للنازحين في عدة بلدات بريفي حماة وإدلب، ففي ريف منطقة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب، وفي بلدة معر شمشة بالتحديد، التقى مراسل موقع “ٍسوريا الجديدة” أبو عبدو من أهالي البلدة، قال “لا وجود لمباني سكنية غير متضررة بعمليات القصف السابق لقوات النظام، أو منازل لم تسلم من عمليات السلب والسرقة التي طالت حتى الأسقف وأسلاك الكهرباء من الجدران، ناهيك عن سرقة عناصر قوات النظام البائد الأبواب والنوافذ، وبرغم ذلك بدا الأهالي متعطشون للعودة الى بلدتهم معر شمشة، معظمهم بنى خيمة بعدما أزال الأنقاض وباشر في تجهيز غرفة او اثنتين بحسب ما يسمح وضع أسرته المادي”.
يضيف أبو عبدو أن “حال معر شمشة هو حال مئات القرى والبلدات على جانبي الطريق الدولي حلب-دمشق في ريفي حماة وإدلب، قوات النظام البائد والمليشيات الموالية لها سابقاً عفشت كل شيء، وتركوا منازلنا على العظم، ومن بقي سقف منزله سالماً فهو محظوظ” ويشير إلى أن “معظم العائدين لن ينتظروا الحكومة السورية لتقدم لهم شيء، بساط الصيف واسع ويمكن أن تتدبر العائلات نفسها في الخيام قرب منازلها الى حين انتهاء عمليات الترميم، ولو الجزئي للمنازل”.