خاص
تابعت الفرق التطوعية في محافظة حمص جهودها الرامية إلى إعادة تأهيل المرافق العامة في المدينة، حيث أنجزت فرق العمل يوم الاثنين 28/ أبريل تأهيل مبنى الهجرة والجوازات وقيادة الشرطة في مدينة حمص، مستخدمة السفع الرملي التي تساهم في إزالة الأتربة والأوساخ المتراكمة، وإعادة المباني إلى حالتها المتألقة.
مبادرة تطوعية
ويأتي ذلك في سياق حملة “حمص بلدنا” التي انطلقت بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير من العام الجاري، وهي مبادرة تطوعية واسعة من أبناء مدينة حمص، تضم الفعاليات المدنية والجهات الخدمية تهدف بشكل رئيسي إلى إعادة الحياة إلى المدينة.
وقد تم الإعلان عن انطلاق الحملة بالتعاون والتنسيق بين مجلس محافظة حمص ومعظم المؤسسات المدنية والخدمية العاملة في المحافظة كالخوذ البيضاء ومديرية الحدائق وبعض المنظمات العاملة في المجال الإنساني وغيرهم، تأكيدًا منهم على قدرة أبناء سوريا على التكاتف والتعاون في خدمة بلدهم، ولا سيما في هذه المرحلة التي تتطلب إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع، وفتح صفحة جديدة بعيدة عن النظام البائد.
وبحسب إسماعيل ألفين المنسق العام للحملة الذي قال لموقع “سوريا الجديدة ” أن ” بداية العمل الميداني كانت في حيي الخالدية والغوطة، نظراً لحجم الدمار الكبير الذي لحق بهما خلال السنوات الماضية نتيجة بطش النظام البائد، حيث اختيرت هذه المناطق لتكون نقطة انطلاق عملية إعادة التأهيل والبناء نحو استعادة الحياة الطبيعية في المدينة”.
واستطاعت الحملة منذ انطلاقتها تنفيذ العديد من الأعمال التي ساهمت في تحسين مظهر المدينة، وساعدت في إعادة الألق والحيوية إلى أحيائها وشوارعها، ضمن خطوات مدروسة لإحياء البنية التحتية، وتعزيز الدور المجتمعي في إعادة الإعمار.
إزالة الحواجز
فقد أشار الألفين إلى حجم الأعمال التي قامت بها الحملة منذ انطلاقتها، قال “تمكنا من إزالة 10,000 حاجز إسمنتي داخل المدينة، وتنظيف وإعادة تأهيل شارع خالد بن الوليد وحديقة الكواكبي، وعملنا على تحسين محيط مستوصف بابا عمرو الصحي وتأهيل الطريق المؤدي إليه، إضافة إلى إزالة أعلام وشعارات النظام البائد من مدخل المدينة الجنوبي، وطلاء بعض الأبنية فيه.”
وأضاف الألفين “تستمر أيضًا أعمال صيانة ساحة الساعة الجديدة، التي تشهد تطورًا ملحوظًا في إعادة التأهيل، بالإضافة إلى تركيب منظومة ألواح طاقة شمسية في مسجد خالد بن الوليد بدعم من جمعية الأيادي البيضاء، لتحقيق تغيير ملموس يعكس إرادة الشعب السوري في إعادة بناء وطنه”.
تواصل حملة “حمص بلدنا” تنفيذ العديد من المهام الحيوية التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية في المحافظة، حيث تشمل الجهود المستمرة إزالة وترحيل الأنقاض والسواتر الترابية، وفتح المنصفات لتحسين حركة المرور، والتركيز على تأهيل الحدائق العامة من خلال تقليم الأشجار وقص الأعشاب، الأمر الذي يسهم في استعادة جمالية المساحات الخضراء.
الخدمات الأساسية
كما تسعى الحملة بحسب الألفين إلى الاهتمام بإصلاح مشاكل المياه والكهرباء، إلى جانب صيانة أغطية الصرف الصحي لضمان سلامة الخدمات الأساسية، والعمل على إنارة الشوارع والأحياء، ولا تقتصر الحملة على هذه الأمور فقط، بل تشمل أيضًا إزالة مخلفات الحرب التي تركت آثارها على العديد من الأحياء.
وتواجه الحملة بعض الصعوبات المادية وقلة في الأيدي العاملة والتي تسعى إدارة الحملة إلى مواجهتها من خلال الحصول على الدعم من بعض رجال الأعمال في المدينة، حيث نوه الألفين لسوريا الجديدة “أننا في صدد إنشاء منصة رقمية خاصة بالتبرعات لتغطية المصاريف المتعلقة بالحملة”.
وعلى الرغم من أن تركيز الحملة على مركز المحافظة فإن العمل مستمر في ريفها أيضا، فقد تم تنفيذ أعمال في مناطق مثل الرستن، حيث تعمل الحملة على إعادة تأهيل الجامع العمري في البلدة، والعمل مستمر على إعادة تأهيل منصف شارع الثورة فيها، بهدف إعادة إحياء كافة المناطق في المحافظة.
حسام الخضر من أبناء مدينة الرستن، أفاد لموقع “سوريا الجديدة” بأن ضرراً كبيراً لحق بالجامع العمري أبان الثورة السورية ونتيجة قصف النظام البائد واستهدافه للمدينة بالأسلحة الثقيلة، وإعادة تأهيل المسجد وترميمه يضفي على المدينة طابع إعادة الحياة إليها وإحياء الرموز التي فيها، وخاصة لما لهذا المسجد من أثر في نفوس أبناءها.
حمص محافظة سوريا ذات موقع استراتيجي هام، فهي تقع على الطريق الواصلة بين شمال سوريا وجنوبها، وعاشت خلال الثورة السورية تحديات كبيرة على خلفية معارضة سكانها للنظام البائد، ما أثر على بنيتها التحتية بشكل كبير على خلفية القصف والاستهداف المتكرر لأحيائها وريفها، ويسعى أبنائها من خلال هذه المبادرات إلى إنعاش المدينة وتأهيلها من جديد لتكون وجهة لكل السوريين ومثال يحتذى به بين كافة المحافظات.