خاص – سوريا
تتواصل الجهود لإعادة تأهيل المناطق الخطرة في سوريا، والتي كانت مسرحاً للعمليات العسكرية طيلة سنوات، وبالأخص تلك التي شهدت تمركزاً طويل الأمد لقوات النظام البائد والمليشيات والتي حولتها إلى مناطق ملغمة تنتشر فيها المتفجرات في مختلف الأرجاء.
يواصل فريق مكافحة الألغام والمواد المتفجرة عملياته في بلدة الجلمة بريف حماة الشمالي، لإزالة مخلفات الحرب من ألغام زرعها النظام البائد، والهدف هو تسهيل حركة السكان وإعادة الحياة إلى طبيعتها في البلدة التي شهدت عودة جزئية للأهالي النازحين والمهجرين، جهود قد تتواصل حتى تطهير البلدة من أي مخاطر محتملة قد تتسبب بها متفجرات وألغام مخفية في الأراضي الزراعية وبين الأحياء السكنية.
ونقلت مواقع محلية عن عبد الهادي عناد المحمد عضو اللجنة الخدمية في البلدة بأنه “مع عودة الأهالي إلى القرية لوحظ وجود ألغام وقذائف في أكثر من مكان، بدورنا تواصلنا مع الفرق المختصة وعلى رأسها وحدة إزالة الألغام والتي لبت المناشدة لإزالة الألغام التي خلفها النظام البائد”.
يضيف المحمد “تمكنت الوحدة المختصة من العثور على عدد من الألغام الأرضية والقذائف الغير منفجرة، والتي كانت تشكل خطراً كبيراً على الأهالي لا سيما الصغار، وقد جرى التعامل مع كافة الألغام وتأمين المنطقة بالكامل”
تقول مصادر متابعة في ريف حماة لموقع “سوريا الجديدة” إن “جهود إزالة مخلفات الحرب التي شنها النظام البائد ضد الشعب السوري تتم بالتنسيق مع اللجان الخدمية والأهلية في البلدات المستهدفة، مثل اللجنة الخدمية في بلدة الجلمة، وبمساندة حثيثة من الأهالي العائدين، الذين يساهمون بجهودهم في دعم مسيرة إعادة الأمان والاستقرار، وهذا العمل بطبيعة الحال ما هو إلا تأكيد على إصرار أبناء البلدة على تجاوز آثار الحرب، والانطلاق نحو مستقبل آمن ومستقر”.
لا تتوقف المساعي الرسمية في مختلف أنحاء سوريا لجعل معظم المناطق أمنة وتطهيرها من الألغام، ففي الميادين بريف دير الزور، قامت سرايا الهندسة في الفرقة 66 التابعة لوزارة الدفاع السورية بإزالة الألغام ومخلفات الحرب من على طريق مدينة، وهذا العمل يأتي ضمن خطة الوزارة في الحفاظ على سلامة الأهالي وتنظيف المناطق من مخلفات الحرب.
وفي كفرنبل بريف إدلب الجنوبي ما تزال فرق الهندسة تواصل بحثها عن الألغام، فالمنطقة التي كانت خط تماس لسنوات عديدة زرعتها قوات النظام البائد بأعداد هائلة من الألغام المتفجرة لمنع تقدم الفصائل المعارضة حينها.
وفي سياق الجهود المحلية والدولية المبذولة، يعتزم الاتحاد الأوروبي تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا، بحسب ما ذكره القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا، ميخائيل أونماخت، عبر حسابه في منصة “أكس”، في 26 من نسيان/أبريل الجاري. وخلال زيارته إلى مدرستي داريا الأولى والثانية، في ريف دمشق، أشار أونماخت، إلى ضرورة التوعية بمخاطر الألغام في المدارس.
وارتفعت حوادث انفجار مخلفات الحرب منذ سقوط النظام البائد، في 8 من كانون الأول/نوفمبر 2024، إثر عودة السكان إلى المناطق التي كان يسيطر عليها النظام البائد سابقاً، وحددت فرق مسح مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري 95 حقلًا ونقطة تنتشر فيها الألغام ومخلفات الحرب، في المناطق المدنية وبالقرب من منازل المدنيين والحقول الزراعية والمرافق، في المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها قوات النظام البائد وحلفائه، في ريفي إدلب وحلب وحماة.