يواجه الأهالي في بلدة سنجار والقرى التابعة لها بريف ادلب الشرقي تحدياً كبيراً بسبب وجود فرن وحيد لا يغطي احتياجات الأهالي من الخبز، وتفاقمت أزمة الخبز مؤخراً بعدما عادات مئات العائلات المهجرة من المخيمات إلى سنجار وريفها، ولم تعد الكميات التي يخبزها الفرن الوحيد تغطي الطلب.
قال مصدر في سنجار لموقع “سويا الجديدة” إن ” الأهالي يضطرون للانتظار لساعات طويلة للحصول على كمية محدودة من الخبز، ما يدفع بعض العائلات إلى تقليل استهلاكها أو الاعتماد على خبز الصاج الذي عادة ما تصنعه سيدات المنازل على الحطب أو على صيجان خاصة” وأوضح المصدر أن ” الكميات المخصصة من الطحين لفرن سنجار قليلة، والأهالي يطالبون بزيادتها لتغطية الحاجة”.
قال مصطفى ( أحد سكان قرى ريف سنجار) إن “الخبز بسعر رخيص أصبح سلعة نادرة الوجود، وهذا يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأسر التي تعاني أصلاً من جفاف محاصيلها الزراعية وانعدام الدخل، أو تلك الأسر العائدة حديثاً والتي لا تملك أصلاً تكاليف إعادة ترميم وإصلاح منازلها المتضررة بسبب القصف لسابق لقوات النظام البائد والتي اجتاحت قرى البلدة في الفترة ما بين العام 2017 و2018”.
الخبز بالنسبة للسوريين أمن غذائي، وهو ضرورة ملحة لضمان استقرار الحياة اليومية لسكان سنجار والقرى في ريفها، وتتمحور المطالب المحلية حول زيادة كميات الطحين المخصصة، وكذلك انشاء أفران جديدة في الريف الشرقي لمنطقة معرة النعمان، وهو ريف واسع ويحتاج لتوزيع عادل للأفران وهو ما من شأنه أن يخفف عن الأهالي عناء قطع مسافات طويلة لشراء ربطة أو اثنتين من الخبز”.
عودة المهجرين
في العام 2016، تعرض الفرن الآلي الوحيد في سنجار للقصف من قبل طيران النظام البائد، وهو ما أدى لخروجه عن الخدمة نهائياً، وحينها طالب المجلس المحلي لبلدة سنجار في بيان له بمد يد العون والمساعدة السريعة لتلافي هذه الأزمة، التي ستزيد من معاناة سكان المنطقة، بسبب حالة الفقر التي تعصف بتلك المنطقة، وخسرت المعارضة السورية سابقاً منطقة سنجار في إطار العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام البائد بدعم من روسيا وايران وأطلقت عليها اسم “معارك سكة الحجاز”، والتي انطلقت في العام 2017، وأسفرت عن سيطرة قوات النظام على ريف المعرة الواسع والقرى والبلدات على طرفي سكة الحديد.
مؤخراً، شهدت قرى ريف سنجار شرق إدلب عودة أعداد كبيرة من المهجرين الذين اضطروا سابقاً لمغادرة قراهم بسبب العمليات العسكرية لقوات النظام البائد والقصف الجوي والبري الذي حول المنطقة لجحيم.
قالت مصادر محلية متابعة شرق إدلب، إن “عودة المهجرين إلى قراهم بريف إدلب الشرقي شكل ضغطاً على الموارد والخدمات الموجودة في حدودها الدنيا، وخاصة المخابز والبلديات والنقل وغيرها، بالإضافة الى تضرر شبكات الصرف الصحي والكهرباء، وتضرر الطرق الواصلة بين قرى ريف المنطقة”.
تبدو عودة المهجرين الى قراهم شرق إدلب خطوة إيجابية، وتهدف الى إعادة الحياة للمنطقة، لكنها تحتاج إلى جهود أكبر لتوفير البنية التحتية والخدمات الأساسية، وعلى رأسها تأمين الخبز والمياه والكهرباء وإصلاح الطرق، باعتباره جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للأهالي، وبدونها يبقى الأهالي في معاناة لا تختلف كثيراً عن تلك التي كانوا يعايشونها في مخيمات النزوح.