قرر حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، عقب 40 عامًا من الصراع المسلح مع الدولة التركية، خلفت بينهما قرابة 40 ألف قتيل.
وجاء ذلك، استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان التي انطلقت من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول قبل عدة أشهر مقابل إمكانية الإفراج عنه.
وأعلن حزب العمال الكردستاني، اليوم الإثنين، قرار حلّ نفسه وإلقاء السلاح ووقف الصراع المسلح مع تركيا، وقد تم اتخاذ هذا القرار خلال مؤتمر الحزب الثاني عشر الذي عقد في 5-7 أيار الجاري شمالي العراق.
ودعا “الحزب” المعروف تركيا باختصار (PKK) في بيان “الحل” تداولته وسائل إعلام كردية وتركية، السلطات في أنقرة إلى تقديم ضمانات قانونية وسياسية لزعيمه المسجون أوجلان.
وأضاف البيان: “الجماعة ترى أن الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية”.
وختم حزب العمال الكردستاني بيانه: “الجماعة أنجزت مهمتها التاريخية”.
وبحسب مصادر لقناة العربية فإن عملية نزع سلاح الحزب ستستمر حتى نهاية حزيران\ يونيو القادم.
ردة فعل تركيا
وفي أول ردة فعل تركية على قرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه، قال متحدث حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم عمر تشليك إن قرار الحل والتخلي خطوة مهمة لتحقيق هدف “تركيا خالية من الإرهاب”.
ونقلت وكالة الأناضول عن تشليك أن قرار الحل وتسليم السلاح بشكل كامل بما يؤدي إلى إغلاق جميع فروعه وامتداداته وهياكله غير القانونية سيكون نقطة تحول حاسمة، مشيرًا إلى أن المؤسسات المعنية ستتابع العملية ميدانيًا بدقة وتعرض مراحلها على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة “إرهابية”. وأطلق تمردًا مسلحًا ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة للأكراد الذين يشكّلون حوالى 20% من سكان تركيا البالغ عددهم قرابة 90 مليون نسمة.
40 ألف قتيل
ومنذ سجن أوجلان في العام 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
وفيما كانت جهود السلام مجمدة منذ حوالى عقد، أطلق تحالف الرئيس التركي أردوغان (المعروف بتحالف الجمهور) عبر شريكه الأساسي رئيس الحزب القومي دولت بهجلي مبادرة نقلها وفد من حزب المساواة وديموقراطية الشعوب، (كردي تركي)، في تشرين الأول الماضي إلى أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة.
ودعا بهجلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحلّ حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه.
وفي شمال العراق تقيم تركيا منذ 25 عامًا قواعد عسكرية لمواجهة مقاتلي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان.