اللاذقية - سوريا الجديدة
مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، تتفاقم أزمة الكهرباء في اللاذقية، حيث يواجه السكان واقعًا خدميًا مترديًا في وقت تشتد فيه الحاجة للطاقة لمواجهة الرطوبة العالية والظروف المناخية الصعبة. “وكالة سوريا الجديدة” رصدت الأوضاع في أحياء المحافظة، ونقلت شهادات المواطنين وردود المسؤولين.
معاناة يومية وأمنيات بسيطة
يعيش سكان اللاذقية في ظل نظام تقنين قاسٍ، ورغم التحسن الطفيف الذي يصفه البعض، إلا أن ساعات الوصل لا تزال بعيدة عن تلبية أبسط الاحتياجات اليومية.
يقول محمد الصالح، أحد سكان المدينة، في تصريح لوكالة “سوريا الجديدة”: “لا أريد أن أقول إن الوضع سيء، بل متوسط. كانت الكهرباء تأتي نصف ساعة مقابل خمس ساعات ونصف انقطاع، والآن أصبحت ساعة وصل مقابل خمس ساعات انقطاع. الوضع مقبول، لكنه سيصبح ممتازًا لو زادت ساعات الوصل إلى ثلاث”.
ويتفق معه المواطن عماد الصافي، الذي يرى أن الوضع “جيد نسبيًا”، مضيفًا: “وعدت الحكومة بتحسن الوضع، والآن لمسنا زيادة من نصف ساعة إلى ساعة وربع. هذا مقبول، لكننا نتمنى المزيد”.
ودعا الصافي إلى زيادة ساعات الوصل لتصبح أكثر فاعلية، قائلًا: “لا نتوقع كهرباء على مدار الساعة، لكن لو أصبحت ساعتين متواصلتين، مثلًا من العاشرة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، لكان ذلك كافيًا لشحن البطاريات وتشغيل الورش”.
الطاقة الشمسية.. حلّ للأثرياء فقط؟
في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر، تبدو البدائل بعيدة المنال لمعظم السكان، وحول إمكانية اللجوء إلى الطاقة الشمسية، يؤكد الصافي أن هذا الحل “صعب ومكلف”.
ويوضح قائلًا: “الحديث عن انخفاض أسعار الألواح الشمسية غير صحيح. حتى الآن لا نجرؤ على التفكير فيها لأسعارها الباهظة، وفي حال تعطل أحدها لا يمكننا استبداله، دخلنا المالي لا يتحمل هذه التكاليف، البعض من الميسورين قاموا بتركيبها، لكنها ليست حلًا متاحًا للجميع”.
رد رسمي.. جهود مستمرة وتحديات قائمة
من جانبه، كشف المهندس محمد الحكيم، المدير العام للشركة العامة لكهرباء اللاذقية، في تصريح لـ”وكالة سوريا الجديدة”، أن المحافظة تتغذى بالتيار الكهربائي بمعدل أربع ساعات يوميًا، وفق نظام ساعة توصيل مقابل خمس ساعات انقطاع.
وأكد الحكيم أن الشركة تعمل على “تثبيت مواعيد التقنين في المدينة والريف”، كما تقوم ورشاتها بـ”تأهيل الشبكة، استبدال الأبراج المتضررة، ورفع قدرة المحولات”، وأشار إلى أن الأولوية في التغذية تُعطى للمرافق الحيوية كمضخات المياه.
واعترف المدير العام بوجود صعوبات تواجه عمل الفرق الفنية، أبرزها “نقص المواد، بعض حالات السرقة، بالإضافة إلى زيادة الأحمال نتيجة عودة النازحين إلى قراهم”.
الكهرباء مرآة لتحديات أكبر
يعكس واقع الكهرباء في اللاذقية صورة مصغرة للتحديات الهائلة التي يواجهها قطاع الطاقة في سوريا ككل، فمع الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، وتأثير العقوبات الاقتصادية، ونقص الموارد، تبدو قدرة الحكومة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة محدودة للغاية، تاركةً المواطنين في مواجهة مباشرة مع صيف قاسٍ وحلول فردية باهظة الثمن.