أكد الشيخ ليث البلعوس، أحد زعامات السويداء وقائد فصائل “مضافة الكرامة” أن سبب الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة هو استحواذ طرف على قرار الطائفة الدرزية وإقصاء الآخرين، وذلك خلال مباحثاته مع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي عبر تطبيق «زوم».
وقال البلعوس في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “المباحثات دارت حول ملف محافظة السويداء، وتحديدا من حيث الوضع الإنساني والأمني وتداعيات النزاع الدائر بين أطياف المجتمع، وناقشنا ضرورة حماية المدنيين ووضع حد للفوضى والانفلات، وطلبنا أن يتم العمل على تشكيل لجنة حقوقية مستقلة لتوثيق الانتهاكات وحماية الحق في الحياة والكرامة لكل إنسان في السويداء”.
وأضاف البلعوس “أرادوا أن يسمعوا من أبناء المنطقة بشكل مباشر عن حقيقة ما يجري بعيدا عن الروايات المفبركة والتقارير المشوَّشة، وكان تركيزهم على مَن يتحمل المسؤولية، وما هي مطالب الناس، وكيف يمكن دعم استقرار الوضع إنسانيًا وسياسيًا”.
وتابع: “أوضحنا لهم أن الوضع ليس كما يُصوَّر إعلاميًا، بل هناك طرف استحوذ على قرار الطائفة، وأقصى الآخرين، وهو ما أدى إلى الفوضى والدماء، وقلنا لهم بصراحة: لسنا عملاء لأحد، بل نحن أبناء كرامة، وحرصنا على السويداء مِن حرصنا على سوريا”.
وأكد أنه “لم يترك السويداء في الأيام الحرجة، وكان دائمًا حاضرا سواء بشكل مباشر أو من خلال تواصله اليومي مع الأهالي ومع الفعاليات ومع الوطنيين الذين يعملون بصمت لحماية الناس، منوهًا إلى أنه في لحظة معينة بات هناك تهديد واضح لحياته خلال أحداث السويداء.
وختم البلعوس تصريحه بالقول: “أنا موجود. لن نتخلى عن أرضنا وكرامتنا، ونسعى لإيضاح الحقيقة المرَّة لأهلنا ولشعبنا، والناس سمعت الحقيقة وعرفت مَن أراد بها الفتنة ومَن سعى ليبقي لهم الأمل»، مشددا على أنه لن يتخلى عن السويداء يومًا.
وكانت السويداء شهدت في الفترة الأخيرة اشتباكات عنيفة بين أبناء الطائفة الدرزية وقبائل بدوية، على خلفية عمليات خطف متبادلة، تدخلت على إثرها الحكومة السورية لنشر قواتها، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل شيخ العقل حكمت الهجري ومجموعته، ورافق ذلك قصف إسرائيلي استهدف مواقع حكومية في دمشق بحجة “حماية الدروز”.
