عودة اللاجئين إلى سوريا.. الحصيلة والتوزع والعوائق

منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، بدأت العودة التدريجية للاجئين السوريين، من مختلف دول اللجوء، ورغم أن حصيلة العائدين بلغت مئات الآلاف، إلا أنها لا تزال دون المستوى المطلوب، سواء من حيث توزيعهم الجغرافي أو الأعداد المتوقعة.

حصيلة اللاجئين العائدين والتوزع

قدرت مفوضية اللاجئين أن نحو 720 ألف سوري عادوا من الدول المجاورة لسوريا بين كانون أول 2024 ونهاية شهر تموز 2025.

وتأتي الحصيلة الأكبر من تركيا حيث بلغت 385 ألف و 888 شخصًا حتى نهاية شهر تموز الفائت، وفق ما نقلت صحيفة صباح التركية، عن وزير الداخلية علي يارلي كايا.

ويبلغ عدد السوريين المشمولين بالحماية المؤقتة في تركيا حاليًا 2,578,480 لاجئًا، ومن المتوقع أن ينخفض هذا العدد أكثر مستقبلًا مع استمرار العودة وهي النسبة الأكبر مقارنة بجميع دول اللجوء الأخرى.

في حين بلغ عدد العائدين من لبنان 205 آلاف و323 شخصًا، وفق مفوضية اللاجئين، من أصل 716 ألف لاجئ هناك.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين العائدين طوعًا من الأردن إلى سوريا أكثر من 100 ألف لاجئ، من أصل حوالي 500 ألف لاجئ هناك، وفقًا لمفوضية اللاجئين أيضا.

ألمانيا: 4 الآلاف فقط

ولم يعد من ألمانيا التي لجأ إليها حوالي 700 ألف سوري سوى 4000 آلاف لاجئ حتى تاريخ 7 آب الجاري وفق موقع “DW“، الألماني.

كما عاد آلاف متفرقة من كل من العراق وبعض الدول الأوروبية الأخرى.

مخاطر أمنية

يرى مراقبون أن وتيرة عودة السوريين من دول اللجوء لا تزال دون المستوى المأمول، لأسباب متعددة، منها مخاطر أمنية، وأخرى اقتصادية.

وفيما يتعلق بالناحية الأمنية، ذكر مركز وصول لحقوق الإنسان أن العديد ممن عادوا مؤخرًا إلى سوريا تعرضوا لانتهاكات جسيمة، قد نكون عائقا يمنع من عودة اللاجئين إلى سوريا بالمستوى المأمول.

ووثق المركز أربعة حالات لعائدين تعرضوا لحالات انتهاك جسيمة في سوريا، ثلاثة منهم كان مصيرهم الموت والرابع لا يزال قيد الاختفاء القسري.

الحالة الأولى؛ هي مقتل نور الدين اللباد في 12 آذار/مارس 2025، برصاص مجهول مع شقيقه في مدينة الصنمين بمحافظة درعا، بعد عودته من فرنسا في كانون الثاني 2025 للاستقرار في مسقط رأسه.

وكان اللباد يعمل في السلك الدبلوماسي قبل أن ينشق عن النظام السوري عام 2013، ويمثل لاحقًا المعارضة، في باريس وانخرط في العمل الحقوقي والنضال السلمي في الكثير من الفعاليات المرتبطة بالثورة السورية، ولا تزال هوية الجناة ودوافع الجريمة غير معروفة.

أما الحالة الثانية؛ فهي لراني محمد المسالمة، تم اعتقاله في درعا بعد عودته من ألمانيا إلى سوريا منتصف حزيران 2025، وتشير المعلومات إلى اختطافه على يد مجموعة مسلحة في محافظة درعا، قبل تسليمه إلى إدارة الأمن العام، التي نقلته لاحقًا إلى فرع أمن الفيحاء في دمشق.

وأكدت عائلته أن جميع الاتصالات معه انقطعت بعد تسليمه إلى الأجهزة الأمنية، وتخشى العائلة أنه قد يكون تعرض للتعذيب أو الإخفاء القسري.

والحالة الثالثة، هي ليوسف اللباد الذي توفي أثناء احتجازه في مركز اعتقال في دمشق تحت سيطرة قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية وأُعلن عن مقتله بعد ثلاثة أيام من عودته من ألمانيا، في 30 تموز 2025.

والحالة الرابعة، هي وفاة الشاب كندي العدي الذي عثر على جثته مشنوقًا داخل شقته في حي الجورة بمدينة دير الزور، على يد مجهولين، وذلك بعد حوالي شهر من عودته من ألمانيا.

مخاطر  اقتصادية وخدمية

كما أن لتردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية في سوريا المدمرة بعد 14 سنة من الحرب، أثر كبير في إعاقة تدفق اللاجئين العائدين إلى البلاد.

يضاف إليه صعوبة استعادة الممتلكات بسبب فقدان الوثائق، والالتباس أو ازدواجية السلطات الإدارية، والافتقار إلى دعم فعّال، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، وهو ما يعيق أو يقلل  أيضا من نسبة العائدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist