قالت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، إن سوريا تحرز تقدمًا ملموسًا في ملف الأسلحة الكيماوية، وأشادت بالتعاون الذي تبديه السلطات السورية الجديدة مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رغم الصعوبات التي لا تزال تعترض مسار هذا الملف المعقد.
وأضافت ناكاميتسو، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الأمس الجمعة، إن التزام دمشق بـ”التعاون الكامل والشفاف” مع الأمانة الفنية للمنظمة “جدير بالثناء”، مؤكدة أن الطرفين يواصلان العمل لمعالجة القضايا العالقة، وفق ما نقل مركز أنباء الأمم المتحدة.
ورصدت المنظمة، إلى جانب 26 موقعًا مُعلنًا، معلومات حول أكثر من “100 موقع آخر” قد تكون مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية الذي أقامه النظام السابق، مشيرةً إلى أن الأمانة الفنية تخطط لزيارة هذه المواقع جميعًا متى سمحت الظروف الأمنية.
نتائج مقلقة وتأجيل بسبب ضربات إسرائيلية
وأوضحت المسؤولة الأممية أن عينات مأخوذة من أحد المواقع أظهرت مؤشرات على وجود مواد كيماوية، واصفةً ذلك بأنه “تطور مثير للقلق”، لافتةً إلى أن هذه النتائج أُحيلت إلى الحكومة السورية لمزيد من التوضيحات.
كما أشارت إلى أن اعتداءً إسرائيليًا في تموز/يوليو الماضي استهدف مواقع في دمشق، بينها مبنى استخدمته فرق المنظمة الدولية، ما اضطرها إلى تأجيل إحدى زياراتها من تموز إلى آب، مؤكدة أن هذه الهجمات تقوض عمل البعثات الفنية.
القضاء على البرنامج أولوية وطنية
من جانبه، قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، في أول كلمة له أمام مجلس الأمن، إن بلاده ماضية في “القضاء النهائي على الأسلحة الكيماوية”، معتبرًا أن هذا المسار يمثل “أولوية وطنية” تقوم على “حق الضحايا في العدالة ومنع التكرار”.
وأشار علبي إلى أن نظام الأسد البائد أحاط برنامجه الكيماوي بـ”سرية تامة وبنية أمنية معقدة”، ما يجعل عملية التقييم والتدمير أكثر صعوبة، لكنه شدد على أن السلطات الحالية ملتزمة بالتعاون مع المنظمة الدولية والتغلب على الإرث الثقيل.
وأكد المندوب السوري أن الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية تزيد من تعقيد مهمة المنظمة، واصفًا إياها بأنها “انتهاك للقانون الدولي وسيادة سوريا”.
كما رحب أعضاء مجلس الأمن بالسفير السوري الجديد، وأعربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب دول أخرى، عن دعمها لجهود سوريا في التخلص من البرنامج الكيماوي، فيما حذر مندوب باكستان من أن الاعتداءات الإسرائيلية تعرقل عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكان النظام البائد قد استخدم أسلحة كيماوية في هجومين على الأقل، استهدفا مدنيين في بلدات بريف دمشق ومدينة خان شيخون بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1600 مدني، وفقًا لما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.