تجاوزت التبرعات لحملة “الوفاء لإدلب” في مدينة إدلب شمالي سوريا، مبلغ 208 ملايين دولار خلال حفل إطلاقها أمس الجمعة. وتهدف الحملة إلى جمع الأموال اللازمة لدعم المناطق المتضررة في المحافظة والنهوض بالبنية التحتية التي دمرتها سنوات الحرب.
وشهدت الحملة مشاركة رسمية وشعبية واسعة تصدرها الرئيس أحمد الشرع الذي أكد أن إدلب كانت الأم التي فاء إليها أبناؤها وتحولت إلى سوريا مصغرة، واليوم يوم الوفاء لها لإعادة بنائها وتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم وهدم آخر خيمة فيها، مشددًا على أن وحدة الشعب السوري واجب لا مفرّ منه، وهو أساس لإعادة بناء سوريا الجديدة التي يشارك فيها أبناؤها جميعًا دون تفرقة.
تبرعات ضخمة
تصدر رجل الأعمال السوري غسان عبود، صاحب مجموعة “أورينت”، قائمة المتبرعين بإعلانه عن مساهمة بلغت 55 مليون دولار باسمه وعن وكلائه. كما تلقت الحملة تبرعًا من صندوق الأمم المتحدة الإنمائي بقيمة 14 مليون دولار، وتبرعت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز) بـ 9 ملايين دولار. كما تبرع رجل الأعمال السوري أيمن أصفري بمبلغ عشرة ملايين دولار، وأعلنت عدة منظمات إنسانية وإغاثية عن تبرعات بملايين الدولارات.
وأوضح المتحدث باسم الحملة، أحمد الزير، أن إجمالي الاحتياج لإعادة تأهيل البنى التحتية وإعادة إعمار القرى والبلدات يتجاوز 3 مليارات دولار، في ظل وجود أكثر من مليون نازح في أكثر من ألف مخيم، ودمار كبير شمل أكثر من 250 ألف بيت و800 مدرسة و437 مسجدًا.
وشدد الزير على أن عمل الحملة مبني على الشفافية المطلقة، حيث سيتم عرض المساهمات ضمن تقارير دورية، وسيكون صندوق جمع التبرعات تحت إدارة محافظة إدلب.
دعوة للوفاء والبناء
أكد محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، في كلمته خلال إطلاق الحملة أن “إدلب كانت على الدوام رمزًا للثورة والتحرير واليوم تنادي الجميع، حان وقت الوفاء والبناء بسواعد أبنائها ومحبيها المخلصين”، مشيرًا إلى أن السوريين يتحدون في هذه الحملة ليؤكدوا أنهم شعب واحد يعمل يدًا بيد مع حكومته.
ولفت المحافظ إلى أن المحافظة ما زالت تعاني من آثار دمار كبير في بنيتها التحتية وتواجه احتياجات متزايدة، مضيفًا: “لقد تحررنا من الظلم لكننا لم نتحرر بعد من معاناة المخيمات التي تثقل كاهل أسرنا”. وشدد على التزام السوريين بإنهاء معاناة المخيمات وبناء إدلب وجميع المناطق المتضررة من جديد.
من جانبه، أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن “إدلب اليوم هي وطن لكل السوريين الذين أحبوا بلدهم وآمنوا بسوريا الوطن لكل السوريين”، مشيرًا إلى أنها احتضنت الأهل من كل سوريا وتكاتفوا فيها لبناء الوطن.
أهداف الحملة
تهدف حملة “الوفاء لإدلب” إلى دعم مشاريع إعادة تأهيل المدارس والمراكز الطبية والمشافي، وإزالة الركام، وتجهيز محطات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى ترميم المساجد والأفران وصيانة الطرقات وإنارتها وتأهيل المرافق العامة.
وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة مبادرات مماثلة شهدتها مؤخرًا عدة محافظات سورية لدعم جهود إعادة الإعمار وتحسين الواقع المعيشي والخدمي في المناطق المتضررة، مثل حملات “أربعاء حمص”، “أبشري حوران”، “دير العز”، و”ريفنا بيستاهل” بريف دمشق.