الذكرى الـ11 للدفاع المدني السوري… مسيرة إنسانية تتوَّج بالاندماج ضمن وزارة الطوارئ

يُصادف اليوم مرور أحد عشر عامًا على تأسيس منظمة الدفاع المدني السوري، التي تحوّلت منذ انطلاقتها عام 2013 إلى عنوانٍ للعمل الإنساني في البلاد، ورمزٍ لتكاتف السوريين في مواجهة الكوارث والأزمات.

فما بدأ كمبادرات تطوعية في مدن وبلدات محاصرة، سرعان ما تطوّر إلى مؤسسة وطنية تُعنى بالإنقاذ والإغاثة، وتُكرّس حضورها اليوم كذراع أساسية ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية بعد اندماجها الرسمي في حزيران 2025.

من مبادرات محلية إلى مؤسسة وطنية

انطلقت فكرة الدفاع المدني – بحسب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح – من حاجةٍ ميدانية مُلحّة خلال سنوات الحرب، حين غابت الخدمات الرسمية، فشكّلت مجموعات من الأطباء والمهندسين والطلاب والعمّال فرقًا محلية تحت مسميات مختلفة مثل “الهيئة العامة للدفاع المدني” في الغوطة، و“فوج الإطفاء الحربي” في حمص، و“الدفاع المدني الحربي” في حلب.

يضيف الصالح في حديث لوكالة سانا أن اجتماعًا عُقد عام 2013 ضمّ 72 قائدًا من هذه الفرق، حضر بعضهم شخصيًا وشارك آخرون عبر الإنترنت من مناطق محاصرة، وتم خلاله توقيع الميثاق التأسيسي للدفاع المدني السوري، الذي عُرف لاحقاً باسم “الخوذ البيضاء”، قبل أن تندمج رسميًا ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة الجديدة.

إنقاذ الأرواح في وجه الكوارث

وأوضح الوزير أن فرق الدفاع المدني خاضت اختبارات صعبة خلال السنوات الماضية، كان أبرزها كارثة الزلزال في شباط 2023، حيث ساهمت في نقل صوت المتضررين إلى العالم، ما أسهم في فتح المعابر الإنسانية بعد 6 أيام من الكارثة وإدخال المساعدات، رغم محدودية الإمكانيات آنذاك.

كما أشار الصالح إلى أن الدفاع المدني كان له دور فعّال في مكافحة الحرائق التي شهدتها مناطق من الساحل السوري خلال صيف 2025، حيث عملت فرقه على مدار الساعة بالتعاون مع فرق محلية ودولية لإخماد النيران وفتح الطرق وإزالة الألغام، مقدّمةً تضحيات كبيرة في الخطوط الأمامية.

تضحيات وشواهد إنسانية

وبيّن الوزير أن الدفاع المدني أنقذ أكثر من 128 ألف مدني منذ تأسيسه، فيما ارتقى 325 متطوعًا أثناء أداء مهامهم، مؤكدًا أن “هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل شواهد على مسيرة من العطاء والإصرار، وتجسيد لقدرة السوريين على المبادرة والتنظيم حتى في أحلك الظروف”.

من رحم المعاناة إلى عمل مؤسسي منظم

وأكد الصالح أن الدفاع المدني “وُلد من رحم المعاناة، وواجه منذ بداياته تحديات كبيرة من نقص التمويل إلى حملات التشويه والاستهداف السياسي، لكنه أثبت أنه مؤسسة وطنية قادرة على تجاوز الصعاب”.

وأشار إلى أن اندماج الدفاع المدني ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث يمثّل “مرحلة جديدة من التنظيم والتدريب تهدف إلى توحيد الجهود الوطنية وتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث عبر خطة متكاملة للاستجابة السريعة”.

نحو مستقبل أكثر جاهزية

مع مرور أحد عشر عامًا على تأسيسه، يواصل الدفاع المدني السوري أداء مهامه بانتظام وكفاءة، ويشرع في مرحلة جديدة من التنظيم المؤسسي بعد اندماجه ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث.
تركز هذه المرحلة على تطوير قدرات الفرق، توحيد الجهود الوطنية، وتعزيز الاستجابة السريعة للكوارث والطوارئ، بما يضمن حماية المدنيين وتخفيف أثر الكوارث على المجتمع السوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist