أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن إصدار العملة الوطنية السورية الجديدة لا يقتصر على طرح أوراق نقدية، بل يمثل محطة سيادية تعكس هوية البلاد وثقة شعبها بقدرته على النهوض، معتبراً أن الليرة رمز للانتماء الوطني ونجاح الثورة.
وأوضح حصرية، في منشور عبر صفحته الرسمية على منصة “فيسبوك”، أن تجارب دولية عدة، كإطلاق المارك في ألمانيا بعد الحرب والفرنك الجديد في فرنسا، تثبت أن قوة العملة تنبع من ثقة المواطنين بها والتفافهم حولها، ما يجعلها نقطة انطلاق لنهضة اقتصادية شاملة.
وأشار إلى أن مصرف سوريا المركزي يدرك حجم التحديات والفرص في المرحلة الحالية، ويلتزم بأعلى درجات المسؤولية والشفافية في حماية النقد الوطني، مؤكداً أن تكاتف المواطنين وثقتهم يشكلان الأساس الحقيقي لنجاح العملة، “فالعملة القوية تبدأ بإيمان أهلها بها”.
ودعا حصرية إلى أن يكون إطلاق العملة الجديدة مناسبة وطنية راقية تعبّر عن الوعي والثقة والتمسك بالليرة كخيار سيادي، مشدداً على أن دعم الليرة هو دعم للوطن، والاعتزاز بها هو اعتزاز بمستقبل الأجيال القادمة.
واعتبر أن هذه الخطوة تمثل فرصة لنجاح اقتصادي جديد، يأتي استكمالاً لنجاح الثورة بالتحرير ورفع العقوبات الاقتصادية التي قيّدت الاقتصاد السوري لعقود طويلة.
وبيّن أن المصرف المركزي سيعمل خلال المرحلة المقبلة على تحسين إدارة السيولة، وتطبيق أدوات نقدية أكثر فاعلية، وتوسيع استخدام القنوات الرسمية للتحويلات، بما يسهم في دعم استقرار سعر الصرف وتحسين أداء الاقتصاد الوطني.
وفي سياق متصل، هنّأ حصرية بصدور المرسوم رقم (293) لعام 2025، القاضي بإصدار العملة السورية الجديدة، واصفاً إياه بأنه يمثل مرحلة وطنية مفصلية وبداية لعهد اقتصادي جديد.
وكشف أن المرسوم منح مصرف سوريا المركزي الصلاحيات اللازمة لتحديد مهل تبديل العملة والمراكز المعتمدة لتنفيذ العملية، بما يضمن سلاسة الإجراءات وسلامتها، مؤكداً أن التعليمات التنفيذية ستصدر قريباً، مع التركيز على تسهيل الإجراءات وخدمة المواطنين في جميع المناطق.
وأضاف أن آلية تبديل العملة ستُشرح بشكل واضح وشفاف خلال مؤتمر صحفي مخصص، في خطوة تهدف إلى تعزيز الثقة وترسيخ الشراكة بين المصرف والمواطنين.






