“اللاذقية نحن أهلها”.. شراكة حكومية مع الأهالي للنهوض بالواقع الخدمي

عبد الباسط الأحمد - اللاذقية

تتواصل الجهود المشتركة بين المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية، والفرق التطوعية في محافظة اللاذقية ضمن حملة “اللاذقية نحن أهلها”، التي أطلقها المحافظ محمد عثمان تحت شعار “يد بيد نبني البلد من جديد”. تهدف الحملة إلى تحسين الواقع الخدمي وإعادة الرونق للمحافظة من خلال مشاريع متنوعة تشمل الإنارة بالطاقة الشمسية، ترميم الحدائق، وتطوير البنية التحتية، إلى جانب مبادرات تعليمية وتدريبية.

ملتقى الفعاليات

انطلق في إطار الحملة “ملتقى الفعاليات” بمشاركة منظمات أهلية، فرق تطوعية، وممثلين عن الدوائر الحكومية، بما في ذلك وزارة التنمية الإدارية وإدارة منطقة جبلة. وركز الملتقى على مناقشة احتياجات المحافظة، تحديد الأولويات، ووضع خطط تنفيذية لمشاريع خدمية مستدامة، تعكس رؤية الحملة في دمج الجهود الحكومية والشعبية.

مشاريع إنارة مستدامة

شهدت مدينة جبلة خطوة نوعية باستبدال شبكة الإنارة الطرقية القديمة على كورنيش المدينة بأنظمة حديثة تعمل بالطاقة الشمسية، نفذتها فرق تطوعية بالتعاون مع بلدية جبلة. وفي اللاذقية، أنار مجلس المدينة بالتعاون مع مديرية الكهرباء ومنظمة رؤيا حي الطابيات، بدءًا من منطقة الدبجيات باتجاه الأشرفية، باستخدام أجهزة متطورة تعمل بالطاقة الشمسية، لضمان إنارة مستدامة وصديقة للبيئة.

ترميم الحدائق

وفي إطار الحملة، بدأت منظمة نعمة للإغاثة والتنمية أعمال ترميم حديقة الجمل في مدينة اللاذقية، بهدف إعادة تأهيل المساحات الخضراء وتوفير أماكن ترفيهية للعائلات. هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة مشاريع تهدف إلى تحسين البيئة الحضرية وتعزيز جودة الحياة في المحافظة.

رؤية الحملة وتحدياتها

وفي تصريح خاص لوكالة سوريا الجديدة، أكد السيد محمود إسماعيل، مسؤول حملة “اللاذقية نحن أهلها”، أن “الأهداف الرئيسية للحملة تتمثل في النهوض بالواقع الخدمي للمدينة الذي كان مترديًا نتيجة للفساد في عهد النظام البائد وعدم تنفيذ المشاريع التي بقيت حبراً على ورق. وتعتمد فكرة الحملة على دمج الجهود الحكومية والشعبية لتمكين أي مبادرة تخدم المدينة وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لها.”

وأشار إسماعيل إلى أن الحملة تساعد أي شخص لديه فكرة وذلك من خلال توفير الإمكانيات والدعم اللوجستي لتنفيذ مشاريع إنارة الشوارع وتزفيت الطرقات، تحسين الدوارات، وطمس معالم النظام البائد.

وحول المعايير التي تم اعتمادها لتنفيذ المشاريع أكد إسماعيل أن “خطط الدولة تشمل المحافظة بأكملها، بينما تعتمد المبادرات الأهلية على كل منطقة على حدة، فكل منطقة يتم التعامل معها وفقًا لمبادرات أهلها.”

وكشف مسؤول الحملة عن توسع نطاق عمل حملة “اللاذقية نحن أهلها” ليشمل قطاعات أخرى مثل التدريب، حيث يجري التحضير لدورات تدريبية مجانية في مجالات مختلفة بدعم من القطاع الحكومي من خلال توفير التجهيزات.

وعن التحديات التي واجهت الحملة، قال إسماعيل: “حركة فلول النظام البائد في المحافظة أخرت الكثير من الجهود وأعادتنا إلى نقطة الصفر وشتت الكثير من الجهود، ولكننا اليوم نحاول التعافي واستعادة الزخم والانطلاق من جديد بتفاعل حقيقي من الجميع.”

تجسد حملة “اللاذقية نحن أهلها” نموذجًا للتعاون بين المؤسسات الرسمية والفعاليات الأهلية، حيث تجتمع الجهود الحكومية مع المبادرات الشعبية لتحقيق هدف مشترك: تنمية مستدامة للمحافظة وتحسين جودة حياة سكانها. من إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية إلى ترميم الحدائق وإطلاق برامج تدريبية، تؤكد الحملة على قدرة المجتمع السوري على التغلب على التحديات واستعادة رونق مدنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist