أهم محطة للتسويق والتوزيع في سوريا… متى يعاد تأهيل سوق السمك في اللاذقية؟

نورا حبيب - اللاذقية

يعتبر سوق السمك في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، أحد الوجهات المهمة لباعة وتجار السمك والصيادين والأهالي في المدينة، وهو من أهم مراكز البيع والتسويق السريع في الساحل السوري، والسوق اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وأعمال صيانة شاملة تؤهله لاستقبال كميات كبيرة من الأسماك المراد تسويقها، وليكون مركزاً مهماً للتسويق والنقل نحو محافظات الداخل السوري.

أسماك طازجة

تقول مراسلة موقع “سوريا الجديدة” أن “السوق يوفر يومياً دفعات طازجة من الأسماك ليتم عرضها على الزبائن بطريق البازار، معظم محصول الصيادين من السمك يصب في السوق ليتم تسويقه، وتسود أجواء السوق أثناء تسويق التجار لأسماكهم أجواء من الحماسة والمنافسة”.

وتوضح المراسلة أن ” زبائن السوق ليسوا فقط من أبناء اللاذقية والساحل السوري، إنما يعد السوق مقصداً لتجار السمك من كافة أنحاء سوريا، وخصوصاً بعد التحرير وسقوط النظام البائد، فالطرق مفتوحة باتجاه معظم المحافظات السورية، معظم التجار يأتون ليأخذ كل منهم حاجته اليومية ويبيعها في أسواق محافظته”.

رصدت المراسلة أجواء البيع والشراء في سوق السمك، والذي يضم مجموعة متنوعة من الأسماك الطازجة والتي تزخر بها المياه السورية في البحر الأبيض المتوسط، ومثالها، السردين، والبلميدا والمشط والسلطاني والغريبة، وبالإضافة إلى أنواع أخرى تعتمد على الموسم وظروف الصيد، كما يمتاز البازار بأسعار مناسبة مقارنة مع المسامك الأخرى وذلك بسبب قلة تكاليف النقل والتخزين، وفق استطلاع المراسلة.

وقد بلغ عدد أنواع الأسماك الكبيرة، وفق ما أعلنه المعهد العالمي للبحوث البحرية، قرابة 250 نوعاً، وسجل المعهد في وقت سابق اصطياداً على الساحل السوري (طرطوس واللاذقية) 180 كلم، تواجداً لأسماك القرش عام 2010.

الحاجة لتأهيل السوق

وتشير المراسلة إلى أن تجار سوق السمك بمدينة اللاذقية يحبسون أنفاسهم على أعتاب فصل الصيف، فالسوق الذي ضربه تنين بحري في آب/أغسطس من العام 2024 الماضي، مخلفاً أضرار كبيرة بالسقف، لم تتم صيانته من قبل مجلس المدينة، وبقيت الأضرار على حالها، ما يعني أن السوق سيكون مباحاً للرياح ولحرارة الصيف والغبار من دون أي حماية.

وكان تنين بحري ضرب في آب/أغسطس من العام 2024 (قبل سقوط النظام البائد بأشهر) ساحة السمك في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، ما تسبّب بإصابة عاملي اثنين في السوق إصابتهما طفيفة لم تستدعِ نقلهما إلى المشفى، بالإضافة لأضرار مادية لحقت بالمرافق العامة للسوق، وبالشكل الخارجي والأسقف.

وعلى أثر الكارثة حينها، شكل مجلس محافظة اللاذقية في ذلك الوقت لجنة مؤلفة من عضو المكتب التنفيذي ورئيس مجلس المدينة ومديري الهيئة العامة للثروة السمكية والموانئ والشركة العامة للصرف الصحي للكشف على السوق وتقييم الأضرار والبدء بالصيانة، ولكن لم يتم تحويل الخطوات النظرية إلى واقع عملي.

وبحسب الآراء التي استطلعها موقع “سوريا الجديدة” في سوق الأسماك باللاذقية، معظم التجار يأملون بأن ينظر إليهم بعين العطف من قبل الإدارة الجديدة، الهيئة العامة للثروة السمكية، وأن تلبى طلباتهم المتعلقة بإعادة تأهيل السوق، وتحسين خدماته بشكل يليق بهذه التجارة الفريدة على الساحل السوري. سوق السمك في اللاذقية لا يغطي مصاريف المعيشة فقط لتجار السوق والعمال في محاله وحسب، إنما يدعم استمرار عمل الصيادين الذين يجدون من يشتري منهم محصولهم اليومي من الأسماك، إذن إعادة تأهيل السوق يعني إفادة كبيرة لمئات العائلات السورية في الساحل والحفاظ على لقمة عيشها.

يتأثر السوق بطبيعة الحال ويقل العروض من الأسماك إذا توقف عمل الصيادين، أو كان محصولهم قليل، فإن عدم قدرة الصيادين على العمل غالباً ما يكون بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وربما سوء الأحوال الجوية، واستخدامهم معدات صيد بسيطة وبدائية، وغياب المراكب الحديثة التي من المفترض أن يكون جنيها اليوم من السمك كبير مقارنة بما يجنيه الصيادون على ظهور المراكب المهترئة، كل تلك العوامل تعني بالضرورة انخفاض كميات الأسماك المعروضة وبالتالي ارتفاع كبير في الأسعار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist