وجّه الداعية السوري الدكتور محمد راتب النابلسي، في بيان له اليوم، رسالة إلى الشعب السوري دعا فيها إلى تغليب صوت العقل والحكمة، وتفويت الفرصة على من يسعى لإثارة الفتنة بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق.
وأكد النابلسي في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن “الفتنة أشدّ من القتل”، مشدداً على ضرورة ضبط النفس والابتعاد عن التصرفات الانفعالية التي قد تؤدي إلى تعقيد المشهد الداخلي.
وقال النابلسي في كلمته إن سوريا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بعد عقود من الاستبداد والفساد، وإن الشعب السوري الذي ذاق طعم الحرية لن يقبل بالعودة إلى الوراء، مؤكداً أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، دون تمييز طائفي أو مناطقي.
وأضاف: “الانتساب إلى طائفة معينة ليس تهمة، ولا يعطي صاحبَه أفضلية، وإنما المعيار هو الموقف من الجريمة وممن ارتكبها أو دافع عنها”، مشدداً على أن المواطنة الحقّة تُثبت بالأخذ على يد المعتدين والانضواء تحت راية الوطن بعيداً عن التعصّب.
وأشار النابلسي إلى أن النظام السابق اعتمد لسنوات طويلة على استغلال الطوائف لضمان ولاءاته وتقويض الوحدة الوطنية، مؤكداً أن الشعب السوري بات اليوم أكثر وعياً ولن تنطلي عليه محاولات إعادة استخدام هذه الورقة من جديد.
ودعا السوريين إلى الوقوف صفاً واحداً لحماية مكتسبات الثورة، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية هي المسؤولة عن التعامل مع أي اختلالات أمنية، ولا يجوز التصرف بطرق فردية من شأنها الإضرار بالمجتمع وزيادة التوتر. كما شدّد على أهمية الانتباه إلى خطورة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي في أوقات الفتنة، قائلاً: “النشر أمانة ومسؤولية، ووقع الكلمة في الفتن أشد من وقع السيف”.
وختم النابلسي رسالته بدعوة السوريين إلى التمسك بالعدل والكرامة، والعمل معاً لبناء وطن يسوده القانون والتسامح، مؤكداً أن العدالة الانتقالية تجاه من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، هي الطريق الوحيد لتحقيق السلم الأهلي والعيش المشترك.
وشهدت منطقتي جرمانا وصحنابا بريف دمشق توترات أمنية عقب انتشار تسجيل مسيئ للرسول الكريم، مما أدى لنشوف اشتباكات بين مجموعات “خارجة عن القانون” وقوات الأمن العام ووزارة الدفاع راح ضحيتها العشرات من المدنيين قوات الأمن.
