بعد إغراق السوق.. وزير النقل السوري يتوقع إعادة تنظيم استيراد السيارات

قال وزير النقل السوري يعرب بدر إن أعدادًا كبيرة من السيارات الحديثة دخلت إلى سوريا بعد التحرير مباشرة، مدفوعةً بفرحة المواطنين بالتغيير السياسي وتعويض النقص الحاد في السوق المحلية.

وأوضح بدر في لقاء مع وكالة “سانا” أن التسهيلات المقدمة، مثل تبسيط الإجراءات في المعابر وتخفيض الرسوم الجمركية، أدت إلى “إغراق” السوق المحلية بالسيارات الحديثة، مؤكدًا أن هذا الوضع مؤقت ولا يحظى بمقومات الاستدامة.

وأوضح بدر أن سوريا لا تستطيع الاستمرار في هذا الانفتاح على هذه الأعداد الكبيرة من المركبات، وتوقع أن يتم في المستقبل اتخاذ إجراءات معينة لن تمس الأشخاص الذين استوردوا سياراتهم، لكن ستعطي فترة زمنية لهم لتتم إعادة تنظيم دخول السيارات إلى سوريا، بحيث تختصر على عمر معين وبحالة فنية منضبطة، بما يحافظ على سلامة المرور ويضمن عدم حدوث الكثير من الحوادث.

يشار إلى أن الحكومة السورية كانت قد ألغت معظم القيود والتكاليف الجمركية الباهظة التي كانت تعرقل استيراد السيارات في عهد النظام البائد، ما أدى إلى حركة استيراد ضخمة للسيارات، وصلت إلى نحو 100 ألف سيارة، منذ سقوط النظام البائد حتى نهاية نيسان الفائت، وفقًا لما كشفه مدير مديرية استيراد السيارات في وزارة النقل السورية، المهندس عبد اللطيف شرتح.

وأصبح الرسم الجمركي للسيارات من موديل 2011 حتى 2015 ألف وخمسمئة دولار أمريكي، ورسم موديل 2016 حتى 2020 ألفي دولار أمريكي، ومن موديل 2021 حتى 2025 ألفين وخمسمئة دولار أمريكي، أي أصبحت سوريا من أقل الدول لجهة الرسوم الجمركية المخفضة وفقًا لشرتح.

وفي الفترة التي تلت سقوط النظام البائد، شهدت أسواق السيارات في سوريا إقبالًا كبيرًا ما أدى ارتفاع أسعار السيارات عما كانت عليه في المناطق المحررة قبل سقوط الأسد، ووصل الارتفاع الى الضعف تقريبًا، أي أن السيارة التي كانت تباع وسطيًا بسعر 3000 دولار أمريكي، أًصبح سعرها بعد سقوط النظام قرابة 6000 دولار، وقس على ذلك أسعار باقي السيارات التي تزيد عمومًا طبقًا للمواصفات التشغيلية والفنية وسنة الصنع، وغيرها من المعايير التي تحدد سعر السيارة.

ويرجع الارتفاع السريع لأسعار السيارات إلى زيادة الطلب، وحاجة السوق السورية، وبالأخص في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام البائد، لأنواع وأصناف جديدة من السيارات كان يمنع دخولها، أو تفرض عليها رسوم جمركية هائلة وهو ما كان يرفع أسعارها لتصبح خيالية، أما في الفترة ما بعد التحرير بدأ سوق السيارات ينتعش ومن كان يحلم بسيارة العمر أصبح في إمكانه تحقيق حلمه وحلم عائلته، فالأسعار رغم ارتفاعها المفترض عن السابق إلا أنها تبقى ضمن الحدود المقبولة وأقبل بكثير من الأسعار التي كانت سائدة زمن النظام البائد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist