شهدت سوريا هدوءًا شبه تام، بعد غياب الضربات الإسرائيلية الجوية منذ لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالرئيس السوري أحمد الشرع، وإعلانه عن رفع العقوبات عن دمشق، في تحول مفاجئ في السياسة الأمريكية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل شنت أكثر من 700 هجوم على سوريا في الأشهر التي تلت الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد على يد فصائل المعارضة في كانون الأول الماضي، وقد طال أحد هذه الهجمات الأخيرة غارة جوية سقطت على بعد أمتار قليلة من القصر الرئاسي في دمشق.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، كانت الأهداف الرئيسية لهذه الهجمات هي منع الأسلحة من الوقوع في أيدي أي جماعة معادية، ومنع مثل هذه الجماعات من التغلغل في جنوب غرب سوريا بالقرب من إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن عوزي أراد، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله إن هذه العمليات تأتي كـ “درس مستفاد من جنوب لبنان”، حيث خاضت إسرائيل مواجهات طويلة مع مقاتلي حزب الله والفصائل الفلسطينية التي كانت تتخذ من تلك المنطقة قاعدة لهجمات عبر الحدود.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أيام قليلة فقط من الغارة الجوية الإسرائيلية التي وقعت في 2 أيار بالقرب من القصر في دمشق، قلب الرئيس ترمب عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية رأسًا على عقب من خلال لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع وإعلان خطط لرفع جميع العقوبات عن البلاد. وقال ترمب إن السيد الشرع لديه “فرصة حقيقية لإعادة لم الشمل” بعد حرب دامت ما يقرب من 14 عامًا مزقت بلاده.
وتؤكد الصحيفة أنه منذ ذلك اللقاء في 14 أيار، توقفت الضربات الإسرائيلية على سوريا بشكل شبه كامل، ولفتت الصحيفة إلى أن ترمب، بإعلانه المفاجئ عن دعم الشرع، لم يقدم فقط خط حياة للقائد السوري الجديد، بل أحبط أيضًا جهود الحكومة الإسرائيلية المتشددة لاستغلال حالة عدم الاستقرار في سوريا لمنع ظهور جار جديد معادٍ لها.