كشف الصحفي المتخصص بقضايا البيئة المناخ زاهر هاشم عن أسباب وآثار حرائق غابات الساحل السوري المستمرة منذ عدة أيام.
وقال هاشم في تصريحات خاصة لوكالة سوريا الجديدة إن التغيرات المناخية الأخيرة أثرت بشكل واضح على البيئة، وأصبحنا نرى ما يُعرف بظاهرة البيئة المتطرفة المتمثلة بموجات جفاف طويلة وارتفاع الحرارة إلى درجات غير مسبوقة وبالمقابل هناك فيضانات وسيول من أماكن أخرى من العالم.
وأوضح أن المقصود بمصطلح بيئة متطرفة أي أن التغيرات المذكورة تحدث في أزمنة وأماكن غير متوقعة، فطرطوس واللاذقية معروفتان بمناخهما المتوسطي المعتدل ومع ذلك تشهدان ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، رغم أن العادة هي العكس تمامًا.
وبالتالي – وفق هاشم- فإن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير متوقع يؤدي إلى جفاف جذور النباتات والأشجار والأعشاب والأوراق الموجودة في التربة ويجعل منها وقودًا سهل الاشتعال مع أي مؤثر خارجي سواء كان طبيعيًا أو عوامل بشرية.
وأضاف هاشم أن رمي مخلفات قابلة للاشتعال بالغابات مثل البلاستيك أو الزجاج أو غير ذلك، يؤدي إلى شرارة أولى لتحرق مساحات واسعة من الغابات.
آثار كارثية
أما بالنسبة لآثار حريق الغابات في اللاذقية، أكد هاشم أن الغابات موطن 80 في المئة للتنوع البيولوجي، لذلك فالحرائق تهدد الكائنات الحية بفقدان موطنها وتهددها بالانقراض نتيجة فقدان غذائها.
وأشار إلى أن هناك خسائر اقتصادية كبيرة منها تكلفة عمليات الإطفاء وخسارة الأراضي الزراعية المجاورة للغابات المحروقة وخسارة الثروة الحيوانية في المناطق التي تتعرض للحرائق، إضافة إلى إمكانية وجود خسائر بشرية.
ولفت إلى أن الأراضي المحروقة تصبح غير صالحة للزراعة لاحقًا، وتصبح تربة الغابات قابلة للانجراف.
كما أن الغابات تفقد كميات كبيرة من الحشرات الملقِحة للمحاصيل، و لها دور كبير في التوازن البيئي واستمرار نمو النباتات، فضلًا على أن الحراق تؤدي الى احتراق ثمار وبذور الأشجار وحرقها يعني عدم إمكانية نموها مرة أخرى.
من يقف وراء الحرائق؟
وأوضح هاشم أنه من الصعب تقرير ما إذا كانت الحرائق مفتعلة أو طبيعية، فهذا يحتاج إلى تحقيق، لكن بشكل عام معظم حرائق الغابات سببها بشري والشرارة الأولى تكون ناتجة عن خطأ بشري وتساهم الظروف الطبيعية والظروف الموسمية في انتشارها.
وتابع هاشم : الذخائر غير المتفجرة أو الألغام الأرضية، أول شيئ تفعله هو منع رجال الإطفاء من ممارسة دورهم المطلوب في إطفاء الحرائق، وثانيًا تساهم أيضًا بتوسعة الحرائق نتيجة انفجارها بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي لقاء مع وكالة سوريا الجديدة، أكد وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح ما ذكره هاشم حول الألغام، وقال الوزير إن الألغام ومخلفات الحرب وسرعة الرياح هي ما يؤخر عمليات إخماد الحرائق والسيطرة عليها.
62 فريق إطفاء
وتتواصل لليوم الرابع على التوالي الحرائق الحراجية الضخمة بريف اللاذقية، وتمتد حتى محيط بلدة ربيعة في حماة.
وتواجه فرق الإطفاء صعوبات بالغة في عمليات الإخماد، وذلك بسبب الظروف الجوية القاسية من اشتداد سرعة الرياح، والتضاريس الجبلية الوعرة التي تمنع وصول آليات الإطفاء إلى جميع بؤر الحرائق الممتدة على مساحات واسعة.
ويشارك في جهود إخماد هذه الحرائق الضخمة، 62 فريق إطفاء من الدفاع المدني السوري وأفواج الغطاء الحراجي، إضافة إلى تدخل الطيران التركي والأردني وطيران وزارة الدفاع السورية في وقت لاحق.
وتشهد المناطق الساحلية في سوريا حرائق بحلول فصل الصيف منذ عدة سنوات، جراء ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الأشجار في تلك المنطقة وسرعة الرياح، الأمر الذي يزيد من صعوبة إخمادها.