“من أجل الحولة”.. حملة نظافة تُطلق أولى قطرات التغيير في شمال حمص

في مشهد يعكس إرادة الحياة وسط الركام، شهدت منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، انطلاق حملة نظافة مجتمعية تحت شعار “من أجل الحولة”، حيث تضافرت جهود الأهالي والبلديات في خطوة رمزية نحو استعادة روح المكان.

وجاءت الحملة بإشراف إدارة المنطقة، وشملت مدن تلدو، كفرلاها، تلذهب، والطيبة الغربية شمال حمص، حيث تم تنظيم عمليات ترحيل للنفايات بواقع نقلتين لكل جرار خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ما أسهم في تنظيف الشوارع والمجاري المائية من تراكمات قديمة.

وقال المهندس هاني الأحمد، رئيس مجلس مدينة كفرلاها وعضو لجنة الدراسات في الحملة، في تصريح خاص لوكالة سوريا الجديدة، إن مجلس المدينة “خصصت يومًا للنظافة العامة ضمن الحملة، وكان هناك تجاوب جيد من الأهالي”.

وأضاف الأحمد بأنهم “تمكنوا من إزالة نفايات تراكمت على مدى سنوات بسبب التهميش وقلة الإمكانيات”، وهو ما ترك أثرًا مباشرًا وملموسًا في حياة الناس، حسب قوله.

وأشار إلى أن الحملة تضمنت توزيع منشورات توعوية “لحث السكان على الالتزام بنظافة بيئتهم”، مؤكدًا وجود خطط قيد الإعداد لتوزيع حاويات قمامة في مختلف أحياء المنطقة ضمن مراحل لاحقة.

ورصد مراسلنا مشاركة عدد من المتطوعين في الحملة، وقال أبو أحمد أحد المشاركين إنه بسبب الانتماء للبلد والروح الإنسانية لجعل البلد نظيف تمت مشاركته بالحملة، مضيفًا بأن “أبناء هذه المنطقة عليهم التكاتف لصنع بيئة نظيفة تليق بمجتمعنا”.

من جهته، قال أبو خالد، وهو أحد السكان المتضررين من تراكم القمامة، إن هذه المبادرة أسهمت في إزالة أكوام من النفايات كانت قريبة من منزله وتنبعث منها روائح مزعجة وتسبب انتشار الحشرات، معتبرًا أن “هذه المبادرات المقترنة بالأفعال تعيد بناء البلد بسواعد أبنائها، لا بالوعود فقط”.

وفي منشور رسمي على صفحة المكتب الإعلامي للحولة، أوضح القائمون على الحملة أنها ليست “مبادرة عابرة أو شكلية”، بل جهد منظم يقوده أبناء المنطقة الصادقون، بهدف تحريك عجلة المشاريع الخدمية بالتعاون مع الدولة، ورفضًا لأي عمل قائم على الشعارات الفارغة أو المصالح الضيقة.

وأشار المنشور إلى أن الحملة تتبنى رؤية وطنية واقعية تتمثل في “مطالبة الدولة بتحمل مسؤوليتها تجاه المنطقة”، وتقديم الخدمات الأساسية دون تحميل الأهالي أعباء إضافية.

وأكد القائمون على المبادرة أن التمويل يتم عبر “القنوات الرسمية فقط”، بعيدًا عن حملات التبرع أو الاستجداء باسم السكان، مشددين على أن أهل الحولة تعبوا من الحرب والوعود، ويطمحون اليوم لخطط قابلة للتنفيذ وتنظيم مجتمعي فعال.

وتُعد حملة “من أجل الحولة” خطوة أولى نحو تغيير حقيقي، ورسالة واضحة بأن العمل المجتمعي، حين يُبنى على التنظيم والتنسيق مع الجهات الرسمية، قادر على رسم ملامح جديدة لحياة كريمة ومستقرة في سوريا الجديدة، وفق ما نقله مراسلنا عن القائمين على الحملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist