كشف فواز المفلح مدير المنبر السياسي والإعلامي للحسكة، لوكالة سوريا الجديدة خفايا “الكونفراس” الذي عقدته قسد في مدينة الحسكة تحت عنوان “وحدة موقف مكونات شمال شرقي سوريا”، مؤكدا أنه فشل فشلًا ذريعًا وانقلب وبالًا على منظميه.
وقال المفلح إنه لم يحضر المؤتمر ولا شيخ حقيقي له وزنه من العرب، كأمثال حاجم البشير أحد كبار مشايخ عشيرة البكارة، ومانع دهام الجربا، وأخيه بندر وهما من كبار مشايخ شمر، ومثلهم الجبور وطي أيضًا.
وأضاف المفلح، ابن منطقة الحسكة، أن الشيخ الوحيد المعترف به وله وزن من الحضور هو هفل الهفل أحد مشايخ العقيدات وهو أخو الشيخ إبراهيم الهفل ومصعب الهفل، كما أنه عضو في ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطية.
أما المدعو أكرم المحشوش الذي حضر وغادر مرتين قبل إعادته بالقوة هو من عشيرة الجبور ولكنه ليس أحد مشايخها المعترف بهم، في حين أن حسن فرحان الطائي ليس من مشايخ طي أيضًا، وإنما هو أحد وجوه آل العساف، وليس له أي تأثير حتى على عائلته.
ويوضح المفلح أن المؤتمر لم يحضره من العرب سوى 20 شخصية، وهم ليسوا ممن لهم أي تأثير أو ثقل حقيقي على المنطقة، رغم أن العرب يشكلون 70 بالمئة من الحسكة و90 بالمئة من محافظات الجزيرة السورية.
وفيما يتعلق بالمكون المسيحي، فلم يحضر سوى ثلاثة أشخاص، بينهم المطران، الذي غادر دون إلقاء كلمة، بطلب من بطرك دمشق، الذي هدده بالمحاسبة أمام المجلس الكنسي إن لم يغادر، وفق المفلح.
هرج ومرج وتهديد بالقتل
يقول مفلح إن أكرم المحشوش رغم أنه لا يحظى باحترام الثوار في الجزيرة السورية غير أنه اعترض مرتين، الأولى على كلمة الشيخ مرشد الخزنوي، التي حرض فيها على الاقتتال، والثانية على وجود الشيخ حكمت الهجري الذي ليس له أي علاقة بمكونات شمال شرق سوريا، حيث من المفترض أن يكون المؤتمر خاص بهم.
غير أن إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في ما يسمى “الإدارة الذاتية” هددته بالقتل علنًا، إذا غادر، كما لم يتم إجلاسه بالصف الأول لأنه كان موكلا بإحضار كبار المشايخ إلى المؤتمر ولم ينجح في المهمة.
ليس هذا فحسب -والكلام لمفلح- بل إن بعض الكرد اعترضوا على حضور الهجري، الذي عين شكيب نصر قائدًا للأمن الداخلي في المحافظة، وهو من أشرف بنفسه على قتل ثلاثة من أبناء الكرد في الحسكة في أحداث القامشلي عام 2004، أي قبل أن يصبح ضابطًا كبيرًا لدى الأسد ويعينه رئيسا لفرع الأمن بطرطوس قبل السقوط.
كما أن البعض الآخر من الكرد اعترض على حضور غزال غزال أحد مشايخ العلويين، الذي كان محسوبًًا على نظام الأسد البائد، والذي بدوره همش الكرد، وقتل أبنائهم وخاصة في أحداث 2004.
لماذا فشل المؤتمر وانقلب على منظميه؟
كان من المفترض أن يخرج المؤتمر بورقة عمل توضع على طاولة وزير الخارجية أسعد الشيباني قبيل مؤتمر باريس لتكون إحدى أوراق الضغط على الحكومة لإجراء تغيرات جوهرية في اتفاق 10 آذار، ولكسب مزيد من الوقت لتأجيل تنفيد الاتفاق.
وبحسب المفلح فإن الورقة كان ينبغي أن تتضمن ثلاث نقاط رئيسة وهي، إلغاء كلمة العربية من الجمهورية العربية السورية وتعديل الإعلان الدستوري ووضع بنود صريحة لحقوق الكرد بشكل خاص، والنقطة الثالثة، والأهم فهي أن تكون شرق الفرات لامركزية وتطبق في الساحل وفي السويداء.
غير أن قسد وبسبب عدم الحضور الكبير والمؤثر الذي كانت تريده لم تحظى بالتفويض على هذه الورقة، ما أسفر عن فشل ذريع للمؤتمر .
ودلل المفلح على هذا الفشل، بتغريدتين نشرتهما إلهام أحمد عقب المؤتمر، التزمت من خلالهما بتنفيذ بنود 10 آذار، حتى أنها استخدمت في إحدى التغريدات وللمرة الأولى مسمى السيد الرئيس إلى جانب اسم أحمد الشرع.
وختم مفلح أنه بسبب ضعف الإقبال على المؤتمر تم زج عناصر عسكرية من قوات قسد وقوات (ب ي د) من أجل تغطية الفراغات الكبيرة في قاعة المؤتمر التي تتسع لـ600 شخص بينما كل من استطاعوا إحضار بعد كل ما فعلوه لم يتجاوز 250 شخصًا.
رد الحكومة السورية
وبعد يوم واحد من المؤتمر، اعتبر مصدر مسؤول في الحكومة السورية أن المؤتمر هو محاولة “لتدويل الشأن السوري، واستجلاب التدخلات الأجنبية”، مؤكدًا أن حق المواطنين في التجمع والحوار محفوظ، لكنه يجب أن يكون في إطار “المشروع الوطني الجامع” الذي يحافظ على وحدة سوريا.
وشدد المصدر على أن شكل الدولة لا يُحسم عبر تفاهمات فئوية، بل من خلال دستور دائم يُقرّ عبر استفتاء شعبي.
وختم المصدر وفق ما نقلت الوكالة الرسمية سانا، أن الحكومة السورية لن تشارك في أي اجتماعات مقررة في باريس، ولن تجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء عهد النظام البائد، وأنها الحكومة تدعو الوسطاء الدوليين لنقل جميع المفاوضات إلى دمشق باعتبارها العنوان الشرعي والوطني للحوار بين السوريين.
