عودة أصحاب الدار… حملة لإعادة النازحين إلى قراهم بسهل الغاب

انطلقت قافلة “عودة أصحاب الدار” نحو سهل الغاب، بالتنسيق مع مديرية منطقة السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، في رحلة تحمل الأمل للعائلات العائدة من مخيمات النزوح والتهجير إلى جذورها، القرى والبلدات التي تركتها مرغمة قبل سنوات طويلة. رحلة تتجلى معها قصص الصبر والإصرار، وعزيمة من اختاروا أن يبدأوا من جديد في أرضهم وبين أهلهم.

قالت مصادر متابعة لموقع “سوريا الجديدة” إن ” القافلة انطلقت من دير حسان في ريف إدلب الشمالي باتجاه سهل الغاب في ريف حماة الغربي، وتضم عشرات العائلات والتي كانت تتوزع على عدة مخيمات في مناطق شمال وشمال غرب إدلب”.

وأوضحت المصادر أن “الحملة هي الأولى من نوعها بالتعاون مع منطقة السقيلبية، ومن المفترض أن يتبعها حملات أخرى خلال شهر أيار/مايو القادم، وتتزامن مع جهود تبذلها المؤسسات الخدمية لتحسين الواقع المعاشي في منطقة سهل الغاب، وبالأخص دعم قطاع الزراعة والري وترغيب الأهالي في العودة الى بلداتهم التي تعاني من دمار واسع”.

وكانت مديرية الري التابعة للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب قد كثفت جهودها في إنشاء سدات على مجاري الري بهدف حصر المياه والاستفادة منها في عمليات الري الزراعي، بما يسهم في تعزيز الاستخدام الأمثل للموارد المائية، ودعم الاستدامة الزراعية في المنطقة، واستقطاب أعداد أكبر من الأهالي النازحين واقناعهم بالعودة كي يعاودوا استثمار أراضيهم ويباشروا عمليات إعادة تأهيل منازلهم، ولو بالحد الأدنى.

وكانت مديرية الري في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، قد بدأت بتنفيذ أعمال صيانة للجزء الأول من قناة الري “ج1″، الممتدة من منطقة العشارنة وحتى نهر البارد، بحضور مدير منطقة سلحب، إبراهيم العوض، ومدير الموارد المائية لهيئة تطوير الغاب.

وأوضحت المديرية في حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا المشروع يأتي في إطار الجهود المبذولة لتحسين واقع الري ودعم القطاع الزراعي في المنطقة، بهدف تعزيز استدامة الموارد المائية وضمان وصول المياه إلى الأراضي الزراعية بكفاءة عالية.

وكانت منطقة السقيلبية وريفها الممتد في منطقة سهل الغاب مسرحاً للعمليات العسكرية بين قوات النظام البائد والفصائل المعارضة حينها، وكانت آخر العمليات بدعم روسي وإيراني في العام 2019، حينها تمددت قوات النظام نحو مناطق السهل وشمال حلب لتسيطر على مساحات واسعة وقرى وبلدات ومدن لها وزنها في الثورة السورية، أهمها كفر زيتا واللطامنة وحلفايا وغيرها.

وكانت السقيلبية مقراً لما يعرف بمليشيا نابل العبد الله، وهو زعيم مليشيا محلية، ينتمي الى المكون المسيحي، دعمته قوات النظام وروسيا ليؤسس واحدة من أكثر المليشيات وحشية في الفترة ما بعد العام 2012، والتي قاتلت في معظم المعارك التي شنها النظام البائد ضد الشعب السوري، وبالأخص في عمليات السيطرة على مناطق ريف حماة والمناطق الواقعة على جانبي الطريق الدولي حلب-دمشق، وفي مقابل المليشيات التي كانت تتمركز في السقيلبية كانت مليشيا سيمون الوكيل تتمركز في منطقة محردة القريبة، ويتحمل التشكيلات المسلحان مع باقي التشكيلات العسكرية التابعة لقوات النظام (بينها مليشيا قوات النمر) المسؤولية الأكبر عن عمليات التهجير التي شهدتها منطقة سهل الغاب، ومناطق ريف حماة الشمالي بالعموم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist